كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

الوجه الثاني: الروايات التي استدل بها أصحاب الشبهات على أن عائشة وغيرها من الصحابة كان لهم يد في قتل عثمان - رضي الله عنه - وهي روايات مكذوبة وهذا بيانها - ثانيا: الروايات التاريخية الضعيفة في موقف الصحابة من مقتل عثمان التي استدل بها المعترضون على أن مجتمع الصحابة كان مجتمعا متآمرا على بعضه من أجل الخلافة والحكم - ج: 9 - ص: 536

عبد الله بن عامر الناس فقرأ كتابه عليهم، فقامت خطباء من أهل البصرة يحضونه على نصر عثمان والمسير إليه فيهم مجاشع بن مسعود السلمي، وكان أول من تكلم وهو يومئذ سيد قيس بالبصرة، وقام أيضًا قيس بن الهيثم السلمي فخطب وحض الناس على نصر عثمان فسارع الناس إلى ذلك فاستعمل عليهم عبد الله بن عامر مجاشع بن مسعود فسار بهم حتى إذا نزل الناس الربذة ونزلت مقدمته عند صرار ناحية من المدينة أتاهم قتل عثمان. (١)

٩ - عن جزي بن بكير العبسي قال: لما قتل عثمان أتينا حذيفة فدخلنا صفة له، قال: والله، ما أدري ما بال عثمان، والله ما أدري ما حال من قتل عثمان إن هو إلا كافر قتل الآخر، أو مؤمن خاض إليه الفتنة حتى قتله فهو أكمل الناس إيمانًا. (٢)

وعن جزي بن بكير قال: لما قتل عثمان، فزعنا إلى حذيفة في صفة له فقال: والله ما أدري كافرًا أو مؤمنًا خاض الفتنة إلى كافر يقتله. (٣)

---

(١) موضوع. أخرجه الطبري في تاريخه (٣/ ٤٠١) من طريق جعفر عن عمرو وعلي عن الحسين عن أبيه عن الكلبي به وهو كذب بَيِّنٌ على عثمان وعلى الصحابة -رضي الله عنه-، وهؤلاء رجال إسناده جعفر بن عبد الله المحمدي هكذا جاء اسمه مصرحًا به في تاريخ الطبري وهو مجهول ولم ينقل عنه الطبري إلا في ثلاثة عشر- موضعًا كلها في فتنة مقتل عثمان -رضي الله عنه-. وشيوخه فيها هم عمرو وعلي (٣/ ٣٧٢، ٤٠٠، ٤١٣، ٤٣٨، ٤٤١، ٤٥٠)، وعمرو صدوق رمي بالرفض، وعلى هو ابن حسين بن عيسى -عليه السلام- بن زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب؛ وهو مجهول لم أجد من ترجم له، وحسين هو ابن عيسى -عليه السلام- بن زيد بن علي بن حسين بن علي سكت عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٣/ ٦٠)، وأبوه هو عيسى -عليه السلام- بن زيد بن علي بن حسين بن علي سكت عنه ابن أبي حاتم الجرح والتعديل (٦/ ٢٧٦) ومحمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب ورمي بالرفض مات سنة ١٤٦ هـ التقريب (ت ٥٩٠١ ص ٤٣٤)، فهذا إسناد فيه فيه ست علل إحداهما تكفي.
(٢) المعرفة والتاريخ (١/ ٣٦٣) وهو منكر وفي إسناده جزي بن بكير العبسي قال عنه البخاري، وأبو حاتم: منكر الحديث. التاريخ الكبير (٢/ ٢٥١)، الجرح والتعديل (٢/ ٥٤٦)، ويدل على نكارة متنه ما تقدم عن حذيفة من جزمه بأن عثمان في الجنة وأن قتلته في النار واستعظامه قتله وعيبه من خرج من أهل الأمصار إلى عثمان -رضي الله عنه-.
(٣) منكر. أخرجه الفسوي في العرفة والتاريخ (٣/ ٨٣)، والعقيلي في الضعفاء (١/ ٢٠١) من حديث صخر بن الوليد الفزاري عن جزي به، فيه جزي بن بكير: منكر الحديث، قاله البخاري وأبو حاتم كما في التاريخ الكبير (٢/ ٢٥٠)، لسان الميزان (٢/ ١٠٤)، وفيه صخر بن الوليد، ذكره في التاريخ الكبير (٤/ ٣١١)، الجرح والتعديل (٤/ ٤٢٦)، ولم يذكر فيه شيئًا (فهو مجهول).
ومما يدل على نكارته ما تقدم عن حذيفة من جزمه بأن عثمان في الجنة، وأن قتلته في النار، واستعظامه قتله =