١٠ - أما هذه الرواية فهي تذكر أن عمرو بن العاص من أكبر أسباب مقتل عثمان بسبب عزل عثمان له وهي أيضًا من الكذب.
قال الطبري: وأما الواقدي فإنه ذكر في سبب مسير المصريين إلى عثمان ونزولهم ذا خشب أمورًا كثيرة، منها ما قد تقدم ذكره، ومنها ما أعرضت عن ذكره كراهة منى ذكره لبشاعته، ومنها ما ذكر أن عبد الله بن جعفر حدثه عن أبي عون مولى المسور قال: كان عمرو بن العاص على مصر عاملًا لعثمان فعزله عن الخراج واستعمله على الصلاة واستعمل عبد الله بن سعد على الخراج ثم جمعهما لعبد الله بن سعد، فلما قدم عمرو بن العاص المدينة جعل يطعن على عثمان فأرسل إليه يومًا عثمان خاليًا به، فقال: يا ابن النابغة، ما أسرع ما قمل جربان جبتك إنما عهدك بالعمل عامًا أول أتطعن علي وتأتيني بوجه وتذهب عني بآخر؟ والله لولا أكلة ما فعلت ذلك، قال: فقال عمرو: إن كثيرًا مما يقول الناس وينقلون إلى ولاتهم باطل فاتق الله يا أمير المؤمنين في رعيتك، فقال عثمان: والله، لقد استعملتك على ظلعك وكثرة القالة فيك، فقال عمرو: قد كنت عاملًا لعمر بن الخطاب ففارقني وهو عني راضٍ، قال: فقال عثمان: وأنا والله لو آخذتك بما آخذك به عمر لاستقمت ولكني لنت عليك فاجترأت علي، أما والله لأنا أعز منك نفرًا في الجاهلية وقبل أن ألي هذا السلطان، فقال عمرو دعْ عنك هذا فالحمد لله الذي أكرمنا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وهدانا به، قد رأيت العاصي بن وائل ورأيت أباك عفان فو الله للعاص كان أشرف من أبيك، قال: فانكسر عثمان وقال: ما لنا ولذكر الجاهلية قال: وخرج عمرو، ودخل مروان فقال: يا أمير المؤمنين، وقد بلغت مبلغًا يذكر عمرو بن العاص أباك، فقال عثمان: دع هذا عنك من ذكر آباء الرجال ذكروا أباه، قال: فخرج عمرو من عند عثمان وهو محتقد عليه، يأتي عليًّا مرة فيؤلبه على عثمان، ويأتي الزبير مرة فيؤلبه على عثمان، ويأتي طلحة مرة فيؤلبه على عثمان، ويعترض الحاج فيخبرهم بما أحدث عثمان، فلما كان حصر عثمان الأول خرج
= وعيبه ممن خرج من أهل الأمصار إلى عثمان- رضي الله عنه-. تنبيه: وقع خطأ في اسم صخر بن الوليد، عند الفسوي فقال: الوليد بن صخر، والصواب ما ذكرنا.