للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المدينة حتى انتهى إلى أرض له بفلسطين يقال لها: السبع، فنزل في قصر له يقال له: العجلان وهو يقول: العجب ما يأتينا عن ابن عفان، قال: فبينا هو جالس في قصره ذلك ومعه ابناه محمد وعبد الله وسلامة بن روح الجذامي إذ مر بهم راكب فناداه عمرو: من أين قدم الرجل؟ فقال: من المدينة، قال ما فعل الرجل؟ يعني: عثمان قال تركته محصورًا شديد الحصار، قال عمرو: أنا أبو عبد الله قد يضرط العير والكواة في النار، فلم يبرح مجلسه ذلك حتى مر به راكب آخر فناداه عمروما فعل الرجل؟ يعني: عثمان، قال: قتل، قال أنا أبو عبد الله إذا حككت قرحة نكأتها إن كنت لأحرض عليه حتى إني لأحرض عليه الراعي في غنمه في رأس الجبل، فقال له سلامة بن روح: يا معشر قريش، إنه كان بينكم وبين العرب باب وثيق فكسرتموه، فما حملكم على ذلك؟ فقال: أردنا أن نخرج الحق من حافرة الباطل، وأن يكون الناس في الحق شرعًا سواء، وكانت عند عمرو أخت عثمان لأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ففارقها حين عزله. (١)

١١ - قال الطبري: قال محمد بن عمر وحدثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال: سمعت عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث يذكر مروان بن الحكم قال: قبح الله مروان، خرج عثمان إلى الناس فأعطاهم الرضا وبكى على المنبر وبكى الناس حتى نظرت إلى لحية عثمان مخضلة من الدموع وهو يقول: اللهم إني أتوب إليك، اللهم إني أتوب إليك، اللهم إني أتوب إليك، والله لئن ردني الحق إلى أن أكون عبدًا قنا لأرضين به إذا دخلت منزلي فادخلوا علي، فو الله لا أحتجب منكم ولأعطينكم الرضا ولأزيدنكم على الرضا ولأنحين مروان وذويه، قال: فلما دخل أمر بالباب ففتح ودخل بيته ودخل عليه مروان فلم يزل يفتله في الذروة والغارب حتى فتله عن رأيه وأزاله عما كان يريد، فلقد مكث عثمان ثلاثة أيام ما خرج استحياء من الناس، وخرج مروان إلى الناس فقال: شاهت الوجوه إلا من أريد ارجعوا إلى منازلكم فإن يكن لأمير المؤمنين حاجة بأحد منكم يرسل إليه وإلا قر في


(١) ضعيف جدًّا. أخرجه الطبري في تاريخه (٧/ ٦٥٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٥/ ٢٦)، فيه: الواقدي (متروك).

<<  <  ج: ص:  >  >>