للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيته، قال عبد الرحمن: فجئت إلى علي فأجده بين القبر والمنبر، وأجد عنده عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر وهما يقولان: صنع مروان بالناس وصنع، قال: فأقبل على علي فقال: أحضرت خطبة عثمان، قلت: نعم، قال: أفحضرت مقالة مروان للناس، قلت: نعم، قال علي: عياذ الله يا للمسلمين إني إن قعدت في بيتي قال لي: تركتني وقرابتي وحقي، وإني إن تكلمت فجاء ما يريد يلعب به مروان، فصار سيقة له يسوقه حيث شاء بعد كبر السن وصحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال عبد الرحمن بن الأسود: فلم يزل حتى جاء رسول عثمان؛ ائتني، فقال علي بصوت مرتفع عال مغضب: قل له: ما أنا بداخل عليك ولا عائد، قال: فانصرف الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قال: فلقيت عثمان بعد ذلك بليلتين خائبًا، فسألت ناتلًا غلامه: من أين جاء أمير المؤمنين؟ فقال: كان عند علي، فقال عبد الرحمن بن الأسود: فغدوت فجلست مع علي -عليه السلام- فقال لي: جاءني عثمان البارحة فجعل يقول: إني غير عائد وإني فاعل قال: فقلت: له بعد ما تكلمت به على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعطيت من نفسك، ثم دخلت بيتك وخرج مروان إلى الناس فشتمهم على بابك ويؤذيهم! قال: فرجع وهو يقول: قطعت رحمي وخذلتني وجرأت الناس علي، فقلت: والله إني لأذب الناس عنك ولكني كلما جئتك بهنة أظنها لك رضي جاء بأخرى فسمعت قول مروان علي واستدخلت مروان، قال: ثم انصرف إلى بيته، قال عبد الرحمن بن الأسود: فلم أزل أرى عليًّا منكبًا عنه لا يفعل ما كان يفعل، إلا أني أعلم أنه قد كلم طلحة حين حصر في أن يدخل عليه الروايا وغضب في ذلك غضبًا شديدًا حتى دخلت الروايا علي عثمان. (١)

١٢ - عن إسماعيل بن محمد أن عثمان صعد يوم الجمعة المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقام رجل فقال: أقم كتاب الله، فقال عثمان: اجلس فجلس حتى قام ثلاثًا فأمر به عثمان فجلس، فتحاثوا بالحصباء حتى ما ترى السماء، وسقط عن المنبر وحمل فأدخل داره مغشيًا عليه، فخرج رجل من حجاب عثمان ومعه مصحف في يده وهو ينادي: "إن الذين فرقوا


(١) ضعيف جدًّا، تاريخ الطبري (٣/ ٣٩٧)، فيه الواقدي: متروك الحديث، كما أن شرحبيل بن أبي عون وأباه مجهولان.

<<  <  ج: ص:  >  >>