للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله"، ودخل علي بن أبي طالب على عثمان -رضي الله عنهما- وهو مغشي عليه وبنو أمية حوله، فقال مالك: يا أمير المؤمنين، فأقبلت بنو أمية بمنطق واحد فقالوا: يا علي أهلكتنا وصنعت هذا الصنيع بأمير المؤمنين، أما والله لئن بلغت الذي تريد لتمرن عليك الدنيا فقام علي مغضبا. (١)

١٣ - قال الطبري: قال محمد بن عمر: حدثني محمد بن مسلم، عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة قال: نظرت إلى سعد بن أبي وقاص يوم قتل عثمان؛ دخل عليه ثم خرج من عنده وهو يسترجع مما يرى على الباب، فقال له مروان: الآن تندم، أنت أشعرته فأسمع سعدًا يقول: استغفر الله لم أكن أظن الناس يجترئون هذه الجرأة ولا يطلبون دمه، وقد دخلت عليه الآن فتكلم بكلام لم تحضره أنت ولا أصحابك؛ فنزع عن كل ما كره منه وأعطى التوبة وقال: لا أتمادى في الهلكة إن من تمادى في الجور كان أبعد من الطريق، فأنا أتوب وأنزع، فقال مروان: إن كنت تريد أن تذب عنه فعليك بابن أبي طالب فإنه متستر وهو لا يجبه، فخرج سعد حتى أتى عليًّا وهو بين القبر والمنبر، فقال: يا أبا الحسن، قم فداك أبي وأمي جئتك والله بخير ما جاء به أحد قط إلى أحد، تصل رحم ابن عمك وتأخذ بالفضل عليه وتحقن دمه ويرجع الأمر على ما نحب، قد أعطى خليفتك من نفسه الرضى، فقال علي تقبل الله منه يا أبا إسحاق والله ما زلت أذب عنه حتى إني لاستحى، ولكن مروان، ومعاوية وعبد الله بن عامر، وسعيد بن العاص هم صنعوا به ما ترى، فإذا نصحته وأمرته أن ينحيهم استغشني حتى جاء ما ترى، قال: فبيناهم كذلك جاء محمد بن أبي بكر فسار عليًّا فأخذ علي بيدي ونهض علي وهو يقول: وأي خير توبته هذه فوالله ما بلغت داري حتى سمعت الهائعة؛ أن عثمان قد قتل فلم نزل والله في شرٍ إلى يومنا هذا. (٢)

١٤ - قال الطبري: (وأما الواقدي) فإنه زعم أن عبد الله بن محمد حدثه عن أبيه قال: لما


(١) تاريخ الطبري (٣/ ٣٩٨). وهذا إسناد ضعيف جدًّا بالواقدي؛ لأن الواقدي متروك مع نكارة المتن الواضحة من خلال الروايات الصحيحة.
(٢) ضعيف جدًّا. أخرجه الطبري في تاريخه (٢/ ٦٦٨)، فيه الواقدي: متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>