كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

الوجه الثاني: الروايات التي استدل بها أصحاب الشبهات على أن عائشة وغيرها من الصحابة كان لهم يد في قتل عثمان - رضي الله عنه - وهي روايات مكذوبة وهذا بيانها - ثانيا: الروايات التاريخية الضعيفة في موقف الصحابة من مقتل عثمان التي استدل بها المعترضون على أن مجتمع الصحابة كان مجتمعا متآمرا على بعضه من أجل الخلافة والحكم - ج: 9 - ص: 548

ثاب رجل بأفضل من نفسه. (١)

٢٧ - قال الحارث بن خليف، سألت سعدا عن قتل عثمان -رضي الله عنه- فقال: قتل بسيف سلته عائشة -رضي الله عنها-: وشحذه طلحة -رضي الله عنه-، وسمه ابن أبي طالب -رضي الله عنه- قلت: فالزبير؟ قال: فسكت وأشار بيده وأمسكنا، ولو شئنا لرفعنا ولكن عثمان -رضي الله عنه- تغير وتغير، أساء وأحسن، ولم يجد متقدما، فإن كنا أحسنا فقد أحسنا وإن كنا أسأنا فنستغفر الله. قال وكان الزبير لي صديقًا فأتيته، فقال ما أقدمك؟ فقلت: جئت لأقتدي بك، قال: فارجع، قلت: فأنت؟ قال تالله إني لمغلوب مطلوب، يغلبني أهلي، وأطلب بذنبي، قلت: فصاحبكم؟ قال: لو لم يجد إلا أن يشق بطنه من حب الإمارة لشقة. (٢)

---

(١) موضوع. أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة تاريخ المدينة (٤/ ١١٧٣)، وفي إسناده عبد الله بن أذينة: منكر الحديث جدًّا، يروي عن ثور ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به بحال الجروحين (٢/ ١٩)، والكامل لابن عدي (٤/ ٢١٤)، وقال ابن حجر: وقال الأزدي قال أبو زكريا في تاريخ أهل الموصل قال خضر بن حسان أتيت علي بن حرب أسأله عن ابن أذينه فضعفه وقال أبو داود كان قاضي البصرة وقال الحاكم والنقاش روى أحاديث موضوعة وقال الدارقطني متروك الحديث. لسان الميزان (٢/ ٢٦).
وجرير بن حازم بن زيد ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حدث من حفظه تقريب التهذيب (ت ٩١١)، وهذا من حديث جرير عن قتادة، فيُضعف.
(٢) موضوع. أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (٤/ ١١٧٤)، وفيه:
أ- الإسناد معلق إلى ابن داب فهو من الثامنة وابن شبة من كبار الحادية عشرة قال الحافظ ابن حجر: بن داب: هو محمد بن داب بموحدة المدني لسان الميزان (٣/ ٢٨٠).
ب- محمد بن داب قال أبو زرعة ضعيف الحديث كان يكذب، وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود سمعت أبا حاتم قال سمعت الأصمعي قال قال لي خلف الأحمر إنشاء بين المشرق والمغرب ابن داب يضع الحديث بالمدينة وابن شول يضع الحديث بالسند وقيل إن ابن داب الذي ذكره خلف هو عيسى -عليه السلام- بن يزيد له عنده حديث أبي سعيد من كتم علما قلت عيسى بغدادي كان ينادم المهدي فلعل خلفا إن كان قصده عنى مدينة المنصور وإلا فظاهر الإطلاق يدل على أنه أراد الأول وفي عيسى يقول الشاعر خذوا عن مالك وعن بن عون ولا ترووا أحاديث بن داب تهذيب التهذيب (٥/ ١٠١)، وتهذيب الكمال (٢٥/ ١٧٢)، والتقريب (١/ ٤٧٧)، وميزان الاعتدال (٣/ ٥٤٠)، الجرح والتعديل (٧/ ٢٥٠). وإن كان ابن داب هو عيسى -عليه السلام- بن داب فهذا حاله: قال الذهبي: عيسى بن يزيد بن بكر بن داب الليثي المدنى. وكان أخباريًا علامة نسابة، لكن حديثه واه، قال خلف الأحمر: كان يضع الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. =