"حَقًّا أَنْتَ مِنْهُمْ، لأَنَّكَ جَلِيليٌّ أَيْضًا وَلُغَتُكَ تُشْبِهُ لُغَتَهُمْ! ". ٧١ فَابْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: "إِنِّي لَا أَعْرِفُ هذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَقُوُلونَ عَنْهُ! " ٧٢ وَصَاحَ الدِّيكُ ثَانِيَةً، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ لَهُ يَسُوعُ: "إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُني ثَلَاثَ مَرَّاتٍ". فَلَمَّا تَفَكَّرَ بِهِ بَكَى.
وَلِلْوَقْتِ فِي الصَّبَاحِ تَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ، فَأَوْثَقُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلَاطُسَ. ٢ فَسَأَلَهُ بِيلَاطُسُ: "أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ " فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: "أَنْتَ تَقُولُ". ٣ وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيرًا. ٤ فَسَأَلَهُ بِيلَاطُسُ أَيْضًا قائِلًا: "أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ انْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ! " ٥ فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضًا بِشَيْءٍ حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلَاطُسُ. ٦ وَكَانَ يُطْلِقُ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ أَسِيرًا وَاحِدًا، مَنْ طَلَبُوهُ. ٧ وَكَانَ المُسَمَّى بَارَابَاسَ مُوثَقًا مَعَ رُفَقَائِهِ فِي الْفِتْنَةِ، الَّذِينَ فِي الْفِتْنَةِ فَعَلُوا قَتْلًا. ٨ فَصَرَخَ الْجَمْعُ وَابْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا كَانَ دَائِمًا يَفْعَلُ لَهُمْ. ٩ فَأَجَابَهُمْ بِيلَاطُسُ: "أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟ ". ١٠ لأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوهُ حَسَدًا. ١١ فَهَيَّجَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الجمْعَ لِكَيْ يُطْلِقَ لهمْ بِالْحَرِيِّ بَارَابَاسَ. ١٢ فَأَجَابَ بِيلَاطُسُ أَيْضًا وَقَالَ لَهُمْ: "فَمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ أَفْعَلَ بِالَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ الْيَهُودِ؟ " ١٣ فَصَرَخُوا أَيْضًا: "اصْلِبْهُ! ". فَقَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ: "وَأَيَّ شَرّ عَمِلَ؟ " فَازْدَادُوا جدًّا صُرَاخًا: "اصْلِبْهُ! " ١٥ فَبِيلَاطُسُ إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ لِلْجَمْعِ مَا يُرْضِيهِمْ، أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ، بَعْدَمَا جَلَدَهُ، لِيُصْلَبَ. ١٦ فَمَضَى بِهِ الْعَسْكَرُ إِلَى دَاخِلِ الدَّارِ، الَّتِي هِيَ دَارُ الْوِلَايَةِ، وَجَمَعُوا كُلَّ الْكَتِيبَةِ. ١٧ وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُوَانًا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ، ١٨ وَابْتَدَأُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: "السَّلَامُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ! " ١٩ وَكَانُوا يَضْرُبونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ. ٢٠ وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. ٢١ فَسَخَّرُوا رَجُلًا مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُو سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ. ٢٢ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى مَوْضِعِ "جُلْجُثَةَ" الَّذِي تَفْسِيرُهُ مَوْضِعُ "جُمْجُمَةٍ". ٢٣ وَأَعْطَوْهُ خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمُرّ لِيَشْرَبَ، فَلَمْ يَقْبَلْ. ٢٤ وَلمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute