للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالنظر إلى حديث سبرة بن معبد الجهني -رضي اللَّه عنه- من الروايات المتقدمة نرى أن أرجح الروايات من روى أن ذلك كان في عام الفتح، وهذا ما رجحه أهل العلم وهذا كلامهم:

قال البيهقي: بعد أن ذكر حديث عبد العزيز بن عمر عن الربيع (في حجة الوداع) قال: وكذا رواه جماعة من الأكابر كابن جريج، والثوري، وغيرهما عن عبد العزيز بن عمر، وهو وهم منه، فرواية الجمهور عن الربيع بن سبرة أن ذلك كان عام الفتح. وقال أيضًا: والصحيح رواية الجماعة عن الزهري عام الفتح (١).

وقال ابن القيم: وَاخْتُلِفَ فِي الْوَقْتِ الّذِي حُرّمَتْ فِيهِ الْمُتْعَةُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْوَالٍ. . . ذكرها -رحمه اللَّه- ثم قال: وَالرّابعُ أَنَّهُ عَامَ حَجّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ وَهْمٌ مِنْ بَعْضِ الرّوَاةِ سَافَرَ فِيهِ وَهْمُهُ مِنْ فَتْحِ مَكّةَ إلَى حَجّةِ الْوَدَاعِ كَمَا سَافَرَ وَهْمُ مُعَاوِيَةَ مِنْ عُمْرَةِ الجِعِرّانَةِ إلَى حَجّةِ


= (عمرو، ابن نمير، أحمد) عن سفيان بن عيينة عن الزهري (بدون تحديد)، وهذه الروايات تحمل مع من روى عن محمد وسفيان على أنها في فتح مكة.
٣ - أخرجه أحمد (٣/ ٤٠٤)، وأبو داود (٢٠٧٢) من حديث إسماعيل بن أمية عن الزهري (تحريم يوم حجة الوداع)، فخالف إسماعيل وهو ثقة ثبت، كل هؤلاء عن الزهري، فهذه رواية شاذة كما في (الإرواء) للألباني (١٩٠١).
الطريق التاسع: عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، واختلف عليه.
فأخرجه عنه: ١ - عبد اللَّه بن نمير، مسلم (١٤٠٦)
٢ - عبده سليمان ابن أبي شيبة (٣/ ٣٩٠)
٣ - عبد ربه بن سليمان (ثقة) النسائي في الكبرى (٥٥٤٢، ٥٥٤٣)، والطبراني (٨/ ٦٥)
٤ - الحميدي في مسنده (٨٤٧)، هؤلاء (بدون تحديد)
وأخرجه عنه: ١ - أنس بن عياض (ثقة) شرح معاني الآثار (٣/ ٢٥)
٢ - وكيع، أحمد (٣/ ٤٠٥)
٣ - جعفر بن عون (صدوق)، الدارمي (٢١٩٥) هؤلاء (بتحديد التحريم يوم حجة الوداع)، والحديث كما ترى فيه خلاف، ولعل هذا الاختلاف من عبد العزيز بن عمر حيث قال الحافظ في التقريب: صدوق يخطيء، ولذلك ذكره مسلم في الشواهد والمتابعات، وليس في الأصول، راجع إرواء الغليل للألباني (٦/ ٣١٤).
والراجح في الحديث أن التحريم كان في عام الفتح.
(١) السنن الكبرى (٧/ ٢٠٤)، والصغرى (٢/ ٤٤)، ومعرفة السنن (١٠/ ١٦٧) للبيهقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>