له كن فيكون؛ فدل ذلك على أن هذا الولد مما يخلقه الله بقوله كن فيكون (١).
ثالثًا: آية سورة النساء - السابق ذكرها (١٧١) - تكفي وحدها للرد على ادعاءات النصارى واستنتاجاتهم المزعومة من خلال قوله تعالى:{وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} أو {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} أو ما يشاكل ذلك من الآيات.
فالآية تدل على أمور منها:
(١) نهي النصارى عن الغلو في دينهم وتحذيرهم؛ بأن لا يقولوا على الله - سبحانه وتعالى - إلا الحق ومن أول ذلك: عدم الغلو في المسيح فهو ليس إلا رسول الله - سبحانه وتعالى- وعبد من عبيده.
(٢) نسبت الآية عيسى نسبًا بشريًا بينًا إلى أمه مريم ابنة عمران عليهما السلام.
(٣) حذر الله النصارى عن أن يقولوا بالتثليث، ومنه إدخال عيسى واحدًا من الثلاثة المزعومين باعتباره أنه إله منهم.
(٤) أوضحت الآية على سبيل الحصر أن الله - سبحانه وتعالى - ليس إلا إلهًا واحدًا منزهًا عن أن يكون له ولد، وهذا يرد على ادعائهم أن عيسى ابن الله.
(٥) هذه الآية حجة برهانية قاطعة تثبت بلغة الأرقام أن الله واحد أحد وحدانية لا يشوبها أدنى احتمال للشراكة معه؛ وذلك من خلال نفيها للثلاثة والتثليث وإثباتها في الوقت نفسه أن الله واحد أحد صمد لم يلد ولم يولد، وليس واحدًا في ثلاثة أو ثلاثة في واحد، مع تحذير النصارى عن القول بالتثليث وتوعدهم على القول به.
(٦) أبانت الآية أن عيسى - عليه السلام - كلمة الله ألقاها إلى مريم، فما المقصود بأنه كلمة الله؟ أو كلمة منه؟
رابعا: وإليك بعض كلام العلماء في هذا المعنى:
١ - قال وإليك بعض أحمد - رحمه الله: "المعنى في قوله جل ثناؤه: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ