للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟ " ١٨ فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: "لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ ١٩ أَرُونِي مُعَامَلَةَ الجِزْيَةِ". فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَارًا. ٢٠ فَقَالَ لَهُمْ: "لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟ " ٢١ قَالُوا لَهُ: "لِقَيْصَرَ". فَقَالَ لَهُمْ: "أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للَّه للَّه) (متى ٢٢/ ١٦ - ٢١).

ولم يجد المسيح غضاضة في مجالسة، ومحبة العشارين الذين يقبضون الجزية، ويسلمونها للرومان (انظر متى ١١/ ١٩)، واصطفى منهم متى العشار ليكون أحد رسله الاثني عشر (انظر متى ٩/ ٩).

ويعتبر العهد الجديد أداء الجزية للسلاطين حقًا مشروعًا، بل، ويعطيه قداسة، ويجعله أمرًا دينيًا، إذ يقول: لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلَاطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلَّا مِنَ اللَّهِ، وَالسَّلَاطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَة مِنَ اللَّهِ، ٢ حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللَّه، وَالمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً. ٣ فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لَا تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلَاحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ، ٤ لأَنَّهُ خَادِمُ اللَّهِ لِلصَّلَاحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لَا يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللَّهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ. ٥ لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبَ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ. ٦ فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا، إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللَّهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذلِكَ بِعَيْنِهِ. ٧ فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الجِزْيَةُ. الجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ. (رومية ١٣/ ١ - ٧).

وفى التفسير التطبيقي يقول المعلق على المادة (متى ١٧/ ٢٤ - ٢٧): وهى قوله: فإذًا البنون أحرار أجاب بطرس كعادته على سؤال دون معرفة حقيقية للإجابة، وبذلك وضع يسوع والتلاميذ في موقف حرج، ولكن الرب يسوع استخدم هذا الموقف الحرج لإثبات دوره الملكي، فكما أن الملوك لا يدفعون ضرائب لا هم، ولا عائلاتهم فلم يكن على يسوع كملك أن يدفع ضرائب، ولكنه دبر دفع الضريبة عنه، وعن بطرس لكي لا يعثر الذين لم يدركوا أنه ملك، ومع أن بطرس قد أعطى مبلغ الضريبة إلا أنه كان عليه أن يذهب

<<  <  ج: ص:  >  >>