للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشروبات محرم في الإِسلام، ووضع لشرب الخمر عقابًا شديدًا؛ لأنها فوق أنها تفسد العقول في المجتمع تقطع حبال المودة فيه (١). والخمر تفقد الشارب عقله ورشده، وإذا فقد الإنسان رشده وعقله ارتكب كل حماقة وفحش، فإذا جلد كان جلده مانعًا له من المعاودة من جانب، ورادعًا لغيره من اقتراف جريرته من جانب آخر (٢).

وحفظ النسل: بتحريم الزنا، وإيجاب العقوبة عليه بالحد؛ فالنسل محفوظ بشرع الزواجر عن الزنا؛ لأن المزاحمة على الأبضاع، تفضي إلى اختلاط الأنساب، المفضي إلى انقطاع التعهد عن الأولاد، وفيه التوثب على الفروج بالتعدي والتغلب، وهو مجلبة الفساد والتقاتل (٣).

وحفظ المال: يكون بأحد أمرين: أحدهما: إيجاب الضمان على المتعدي؛ فإن المالك قوام العيش، وثانيهما: القطع بالسرقة؛ فالمالك محفوظ بشرع الضمانات والحدود (٤).

وحفظ المجتمع كله وعدم انتهاك حرماته بحد الحرابة. لذا كان التغليظ في حدها فوق كل ما عداها، فإذا أمن الفرد على دينه ونفسه، وسلم له عقله، وعرضه، حفظ له ماله، فقد جمعت أطراف الأمن كلها.

وإذا أمن المجتمع من الخارجين عليه ممن يسمون في عصرنا (مخلين بالأمن العام) فقد تهيأ مناخ صالح يتنفس فيه الأفراد حرياتهم، وينعمون بالطمأنينة والزمان، فتنطلق الطاقات في ميادين العمل المنتج، وقد وقفت من ورائها دوافع قوية منشؤها توافر مقومات الحياة التي وضع نظام الحدود لصيانتها والحفاظ عليها حينما قال القرآن {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} (الملك: ١٥)، كان لا بد له من تأمين حركة الإنسان على الأرض، وإشاعة جو من الأمن والطمأنينة بحيث ينطلق الناس متحررين من الخوف


(١) تنظيم الإِسلام للمجتمع نظام الأسرة والعقوبات د/ رمزي نعناعة (١٠٢).
(٢) فقه السنة (٣/ ١٢٦).
(٣) المحصول (٥/ ١٦٠)، وإرشاد الفحول (٢١٦).
(٤) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>