لكن الأناجيل ... لا، بل مجموعة الأناجيل التي يتداولها الناس الآن قد حُرفت نصوصها مما دفع علماء المسيحية إلى تقرير الحقيقة الخطيرة الآتية:"القارئ في عصرنا وهو حريص على الدّقة، لا ينفكّ يبحث عن الأحداث التي تم إثباتها والتحقّق منها، يقع في حيرة أمام تلك المؤلفات التي تبدو له مفكّكة يخلو تصميمها من التنسيق، ويستحيل التغلب على تناقضاتها، ولا يُمكنها أن تردّ على الأسئلة التي تُطرح عليها ... لقد جمع الإنجيليون ودونوا وفقًا لنظراتهم الخاصة ما أتاهم من التقاليد الشفوية".
١ - فهذه الأناجيل التي نسميها (أناجيل النصارى) أو (أناجيل المسيحيين) جعلت المسيح ابنًا لله، فها هو كاتب إنجيل مرقس يبدأ بقوله:"بدأ إنجيل يسوع المسيح ابن الله"(مرقس ١: ١).
ويقول كاتب إنجيل يوحنا:"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد"(يوحنا ٣: ١٦)، "وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله"(يوحنا ٢٠/ ٣٠: ٣١).
وذلك على الرغم مما هو باق في سفر أعمال الرسل إلى اليوم من شهادة تلاميذ المسيح أنه عبد الله تمامًا كما كان داود عبدًا لله:"رفعوا أصواتهم إلى الله بقلب واحد فقالوا: يا سيد أنت صنعت السماء والأرض والبحر وكل شيء فيها، أنت قلت على لسان أبينا داود عبدك بوحي الروح القدس، تحالف حقًّا في هذه الدينة هيرودس وبنطيوس بيلاطس والوثنيون وشعوب إسرائيل على عبدك القدوس الذي مسحته"(أعمال الرسل ٤/ ٢٧: ٢٥).