ولقد اختارت ترجمة البرتستانت العربية كلمة (فتى) بدلًا من (عبد) كنوع من التشويش على فكر القارئ العادي، وإن كان ذلك لا يغير من حقيقة الأمر شيئًا، فالمسيح في عقيدة تلاميذه المقربين هو عبد الله ورسوله.
٢ - بل إن إنجيل يوحنا كان هو الوحيد بين الأناجيل الذي تحدث عن حلول الإله في المسيح فقال:"لكن الآب الحال فيَّ هو يعمل الأعمال"(يوحنا ١٤: ١٠).
إن عقيدة حلول الإله في الإنسان هي من العقائد الوثنية القديمة، فقد كانت معروفة لدى الهنود والمصريين واليونان وغيرهم، بل إن قدماء المصريين توسعوا فيها حتى جعلوا روح الإله تحل في الحيوان، فكان ذلك مدعاة لعبادة الحيوان، بزعمهم.
٣ - وحسبما يقول القرآن جاء المسيح ليخفف عن بني إسرائيل بعض قيود الشريعة، لكن هذه الأناجيل تجعل المسيح يشدد عليهم في أمور تتصل بحياتهم المعتادة مما يوقعهم في العنت أو الخطيئة، إن توراة موسى تسمح بالطلاق وتعدد الزوجات بلا حدود لكن المسيح شدد في موضوع الطلاق وجعله أقرب إلى المستحيلات مما تسبب عنه - إلى اليوم - مآسي وخطايا وانفلات اجتماعي.
يقول إنجيل النصارى على لسان المسيح:"قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن. وأما أنا فأقول لكم: إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه. فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. وقيل: من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق. وأما أنا فأقول لكم إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني"(متى ٥/ ٢٧: ٣٢).
ويذكر هذا الإنجيل قول المسيح في بدء رسالته "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل"(متى ٥: ١٧)، ولما كان الناموس يسمح بالطلاق بلا قيود، فإن علماء المسيحية يقولون: إن هذا يعتبر أكبر نقض صريح للناموس.