٤ - ولم يذكر أي من الأناجيل الأربعة المعتمدة لدى المسيحيين شيئًا عن معجزات المسيح في طفولته مثل التي ذكرها القرآن، ولقد وجدت هذه المعجزات في كتب مسيحية أخرى نشرت تحت اسم (الكتب المفقودة) وقد جاء فيها" عندما كان الرب يسوع في السابعة من عمره، كان يلعب مع بعض رفاقه الذين نحو سنة ... وقد صنع أشكالًا من الطيور والعصافير، وعندما أمرها بالطيران فإنها طارت، وعندما أمرها بالتوقف فإنها توقفت".
٥ - بل إن أناجيل النصارى هذه تنسب للمسيح تنبؤات باطلة، من أخطرها أن نهاية العالم وانهيار النظام الكوني سوف تحدث قبل نهاية القرن الميلادي الذي عاش فيه المسيح وتلاميذه:"وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟ فأجاب يسوع ... للوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء ... ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير ... الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله"(متى ٢٤/ ٣٠: ٣٤).
نهاية العالم -حسب هذه النبوءة- تحدث قبل أن يهلك الجيل الذي عاصر المسيح، ولقد هلكت عشرات الأجيال بعد المسيح ولا يزال النظام الكوني قائمًا ولا تزال الحياة مستمرة.
ب - ولقد كان في إنجيل المسيح الحق نبوءات صريحة عن خاتم النبيين الذي يبعثه الله مباشرة بعد المسيح: {وَإِذْ قَال عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦)} [الصف: ٦].
ولا تزال إلى الآن بقية من هذه النبوءات مثلما نجده في إنجيل يوحنا، فعندما ظهر يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا) كان اليهود يعلمون يقينًا من نبوءات كتبهم أنه لا يزال هناك في عالم الأنبياء ثلاثة لم يظهروا بعد، ولذلك أرسلوا يسألونه: "وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من أنت؟ فاعترف ولم ينكر وأقر: إني لست أنا