للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما كان للأسرة أهمية بالغة في بناء المجتمع اهتم الإسلام بهذا الجانب اهتمامًا بالغًا ففتح باب الزواج على مصراعيه، وأغلق سائر الأبواب التي لا يأتي من ورائها إلا الخراب والدمار والضياع، فهناك ضحايا أبرياء من اللقطاء والأبناء غير الشرعيين لم يقترفوا ذنبًا سوى أنهم جاءوا إلى الحياة نتيجة الخطيئة ونظرة ملؤها الأحقاد والازدراء، ويعتبروا من المعوقين الذين تتولى الدولة رعايتهم، وقد يلجأ هؤلاء إلى الجريمة، وذلك كنتيجة محتمة لنفسيتهم المعقدة، ومن الصعب تقويم هؤلاء لأن إحساسهم بأنهم أتوا الحياة عن طريق البغاء يجعلهم ناقمين على المجتمع (١).

هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الشهوة الجنسية ليست غاية، بل هي وسيلة فإن الحكمة من الفرج عند الإنسان هي لإقامة النسل وخروج الفضلات (٢)، وقد شُرع الزواج لدفع غوائل الشهوة ولتحصين الفرج وإبقاء النسل، وفيه يحصل السكن بين الذكر والأنثى فصار في الزواج الكرامة والفطرة، فلما انخلع الإنسان من هذه الكرامة وهذه الفطرة كان الحصاد المر أن جعل اللَّه لمن يتخطى هذا الأمر من الإباحية والفجور أمراضًا عجز الأطباء أن يجدوا لها علاجًا، فتعتبر الأمراض الجنسية من أخطر الأمراض وأشدها فتكًا بالإنسان خصوصًا في هذا العصر، حيث تشير آخر التقارير لمنظمة الصحة العالمية أن الأمراض الجنسية هي أكثر الأمراض انتشارًا في العالم، وأنها أهم وأخطر المشاكل الصحية العاجلة التي تواجه دول الغرب، فعدد الإصابات في ارتفاع مستمر في كل الأعمار خصوصًا في مرحله الشباب.

يقول د/ جولد: لقد حُسب أن في كل ثانية يصاب أربعة أشخاص بالأمراض الجنسية في العالم، هذا وفق الإحصائيات المسجلة والتي يقول عنها الدكتور (جورج كوس) أن


(١) قضايا ومسائل طبية واجتماعية في ضوء الإسلام (العدد ٢٠٧ ص- ٢٨).
(٢) الحكمة في مخلوقات اللَّه عز وجل للغزالي (٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>