من أن يكون كتابًا جنسيًا، ونسبته في أنه وحي من اللَّه هو محض افتراء وكذب، وأنه مقدس دعوى باطلة لا أساس لها من الصحة.
وقد يظن الظان أنها حكت ذلك في باب النهر والتأديب والتبصر في عاقبة المجرمين، فالكتاب المقدس الذي حوى بين دفتيه عشرات النصوص القبيحة التي تمثل صورة لأدب الفراش والجنس المكشوف، كما تمتلئ بقصص العفن، مع تركيز على عنصر الجريمة، ثم قلَّ أن تجد عقوبة أو تحذيرًا على هذه الجريمة.
فما الفائدة إذًا من ذكر هذا كله في كتاب يزعم النصارى واليهود أنه موحى به من اللَّه؟ ما الفائدة من ذكر عشر حالات من زنا المحارم في كتاب مقدس؟ والعجب أن كل هذه الحالات العشر تتعلق بالأنبياء وأبنائهم على حد زعمهم، ناهيك عن قصص الحب القذرة، فما الفائدة من ذكر كل هذه الإباحية المكشوفة (١).
بل تتعجب عندما ترى نصًا صريحًا يأمر فيه الرب بالزنا، ففي (صموئيل الثاني ١٢/ ١١): هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ. فلا غبار على أن يكون في مثل هذا الكتاب ما يساعد على الزنا وما يساعد على التهيج الجنسي.
ونشيد الإنشاد أكبر دليل على ذلك، فهو من الأسفار المنسوبة إلى سليمان عليه السلام على حد زعمهم.
يقول ابن حزم: معناه شعر الأشعار وهو على الحقيقة هوس الأهواس لأنه كلام أحمق لا يعقل ولا يدري أحد منهم مراده إنما هو مرة يتغزل بمذكر ومرة يتغزل بمؤنث ومرة يأتي منه بلغم لزج بمنزلة ما يأتي به المصدوع والذي فسد دماغه وقد رأيت بعضهم يذهب إلى أنه رموز على الكيمياء وهذا وسواس آخر ظريف. . . هل في الملحدة أكثر من هذا وهل يضاف هذا الحمق إلى رجل معتدل فكيف إلى بني إسرائيل وهل هذا الإشراك صحيح وحاش للَّه أن يقول سليمان عليه السلام هذا الكلام تاللَّه ما غبط أهل الإلحاد بإلحادهم إلا