للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النسخ عند العلماء يقع على ثلاثة أوجه:

أحدها: ما نُسخ حكمه وتلاوته.

الثاني: ما نُسخ تلاوته دون حكمه.

الثالث: ما نُسخ حكمه وبقيت تلاوته (١).

وآية الرجم مما نُسخ تلاوته وبقي حكمه.

قال ابن قدامة: وقد تظاهرت الأخبار بنسخ آية الرجم، وحكمها باق (٢).

قال ابن النجار: فهذا الحكم فيه باق، واللفظ مرتفع لرجم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ماعزًا والغامدية واليهوديين (٣).

وقال الكرمي: ما رُفع رسمه من غير بدل وبقي حكمه مجمعًا عليه نحو آية الرجم (٤).

وقال الغزالي: فقد تظاهرت الأخبار بنسخ تلاوة آية الرجم مع بقاء حكمها (٥).

ثانيًا: الحكمة من نسخ تلاوة آية الرجم وبقاء حكمها.

قال ابن الجوزي: إنما كان كذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طرق الوحي (٦).

فآية الرجم المقصود منها إثبات حكمها، لا التعبد بها، ولا تلاوتها، فأنزلت وقرأها الناس، وفهموا منها حكم الرجم، فلما تقرر ذلك في نفوسهم نسخ اللَّه تلاوتها، والتعبد بها، وأبقى حكمها الذي هو المقصود (٧).


(١) الفقيه والمتفقه ١/ ٢٤٥، روضة الناظر ١/ ٢٣٠.
(٢) روضة الناظر ١/ ٢٣٢.
(٣) شرح الكوكب المنير ٣/ ٥٥٥.
(٤) الناسخ والمنسوخ للكرمي (٢٥).
(٥) المستصفى للغزالي (٩٩).
(٦) نقلًا من: البرهان في علوم القرآن ٢/ ٣٧.
(٧) أضواء البيان ٥/ ٣٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>