للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (٨٤)} (الأعراف: ٨٠ - ٨٤)، وقال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (٧٧) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (٧٨)} (هود: ٧٧ - ٧٨) (١).

الدليل الثالث: قال تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} (الأنعام: ١٢٠)

قال الشيخ محمد رشيد رضا: الإثم في اللغة القبيح الضار، وفي الشرع كل ما حرمه اللَّه تعالى؛ وهو لم يحرم على العباد إلا ما كان ضارًا بالأفراد في أنفسهم، أو أموالهم، أو عقولهم، أو أعراضهم أو دينهم أو ضارًا بالجماعات في مصالحهم السياسية أو الاجتماعية. (٢)

الدليل الرابع: سمى اللَّه اللواط بالفاحشة وقد حرم علينا الفواحش.

أنكر اللَّه على لسان سيدنا لوط هذه الفاحشة فقال: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (٨٠)} (الأعراف: ٨٠)، وقد حرم اللَّه علينا الفواحش قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (الأنعام: ١٥١).

وقد قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا أحد أغير من اللَّه من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن" (٣).

وقد قال سعد بن عبادة: لو رأيت مع امرأتي رجلًا لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "أتعجبون من غيرة سعد، فواللَّه لأنا أغير من سعد واللَّه أغير مني من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن". (٤)


(١) فقه السنة للسيد سابق (٣/ ١٩٨)، وتفسير المنار (٨/ ٢١).
(٢) تفسير المنار (الآية).
(٣) أخرجه البخاري (٥٢٢٠)، ومسلم (٢٧٦٠).
(٤) أخرجه البخاري (٧٤١٦)، مسلم (١٤٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>