للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والملابس الجميلة، ويظهرن قُرعًا جزاء ما كشفنه من شعورهن وتكوى أجسادهن بالنار لما أبدينه من جمالهن.

ويقول القس متى المسكين: (١)

كانت المرأة اليهودية مغطاة الرأس بحيث لا تظهر معالم وجهها على الإطلاق، حبيسة المنزل، تحت سلطان زوجها أو أبيها. ويؤكد ذلك ما قامت به رفقة زوجة إسحاق عندما قابلته لأول مرة: وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ: "مَنْ هذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟ " فَقَالَ الْعَبْدُ: "هُوَ سَيِّدِي". فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ. (التكوين ٢٤: ١٥، ١٦).

والحجاب مذكور في الإنجيل:

في رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس (١١/ ١٣ - ١٤)

قال: احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى اللَّه وَهِيَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ؟ ١٤ أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِنْ كَانَ يُرْخِي شَعْرَهُ فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟ ١٥ وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا، لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ.

ويقول أيضًا: احكموا في أنفسكم. هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى اللَّه وهي غير مغطاة.

وكانت الكنيسة في القرون الوسطى تخصص جانبًا منها للنساء حتى لا يختلطن بالرجال.

قال الكونت هنري دي كاستري:

(ربَّما كان الإنجيل أكثر تدقيقًا في التشديد -يعني في الحجاب- ولكنه لا يعمل به إلا قوم خصهم اللَّه بمواهب الكمال) اهـ من كتاب (الإسلام خواطر وسوانح).

ليس للمسيحية لبس خاص للمرأة أي: له شروط خاصة، ولكن اللبس يشترط فيه الحشمة والوقار، ويلاحظ أن لبس الراهبات في المسيحية فيه بعض التشابه للبس المسلمات المفروض شرعًا، كما أن المسيحية لا تجيز أي أنواع الزينة للوجه، كما لا تجيز إجراء أي تعديلات في الوجه بالماكياج أو العمليات الجراحية.


(١) حقوق المرأة وواجباتها (٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>