ومن الغريب جدًّا أن الإجابات كانت واحدة بدون استثناء! فقد أجابت كل سيدة متزوجة بأنها تفضل النجاح في حياتها الزوجية على النجاح في عملها، وأنها مستعدة للتضحية بعملها ومركزها الكبير، ولا يمكن أن تضحي ببيتها وزوجها وأولادها.
وأجابت مجموعة كبيرة من السيدات المتزوجات: بأنهن كن يفضلن الزواج، مع البقاء في مراكز صغيرة جدًّا، وتقاضي مرتبات ضئيلة جدًّا من الوصول إلى هذِه المراكز المرموقة بدون زواج، فقد تبين لهن أن النجاح في العمل لم يعطهن الاستقرار والسعادة الحقيقية التي تتمناها كل واحدة لنفسها! .
وفي ألمانيا قامت إحدى الهيئات باستفتاء شمل عدة آلاف من البنين والبينات في سن الرابعة عشرة، وكان السؤال الذي وجه إلى هؤلاء جميعًا: ما أهم أمل تتمنى تحقيقه في مستقبل حياتك، كانت نتيجة الاستفتاء كالتالي: ٨٢% من البنين أملهم النجاح في العمل ٨٤% من البنات أملهن النجاح في تكوين أسرة.
وفي هذا المقام أسوق اعتراف أستاذة جامعية، نالت من العلم والشهرة ما عَزَّ على كثير من الرجال، نشرته صحيفة "الأهرام" في ٢٩/ ٥/ ١٩٦١.
أستاذة جامعية في إنجلترا، وقفت هذا الأسبوع أمام مئات من طلبتها وطالباتها، تلقي خطبة الوداع بمناسبة استقالتها من التدريس، قالت الأستاذة: ها أنا قد بلغت الستين من عمري، وصلت فيها إلى أعلى المراكز، نجحت، وتقدمت في كلِّ سنة من سنوات عمري، وحققت عملًا كبيرًا في المجتمع كلُّ دقيقة في يومي كانت تأتي على بالربح.
حصلت على شهرة كبيرة، وعلى مال كثير، أتيحت لي الفرصة أن أزور العالم كله، ولكن هل أنا سعيدة الآن؟ بعد انشغالي في التدريس والتعليم، والسفر والشهرة، أن أفعل ما هو أهم من ذلك كله، بالنسجة للمرأة نسيت أن أتزوج وأن أنجب أطفالًا، وأن أستقر، إنني لم أتذكر ذلك إلا عندما جئت لأقدم استقالتي! شعرت في هذِه اللحظة أنني لم أفعل شيئًا في حياتي، وأن كل الجهد الذي بذلته طوال هذِه السنوات قد ضاع هباء، سوف