للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشئون المنزل من زوجها، وهي لا تستطيع أن تدبر شئون الدولة جيدًا، ولكنها تستطيع أن تربي الأطفال تربية صحيحة، والأطفال هم ثروتنا الرئيسية.

وهذه الأمور لا يمكن أن يؤديها بنجاح الزوج، ولو تولاها هو بنفسه حتى وإن بذل جهودًا مكثفة في ذلك".

إذن الديانة والنصرانية ترى أن مهمة المرأة الأولى وعملها الأساسي التي خلقت من أجله هو زوجة مستقرة بمنزل زوجها وما يتبع ذلك من مهام ومسئوليات وأعباء جسام، لا يستطيعها رجل، إلا أن اليهودية والمسيحية ترى أن هذا عقاب من اللَّه لها؛ لأنها أول من عصى أمر اللَّه وأكل الشجرة المحرمة ثم أغوت زوجها، فهي بداية كل خطأ ومنتهى كل خطيئة، وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: "تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلَادًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ". (التكوين ٣: ١٦).

أما الإسلام فلم يوصم المرأة بذنب ارتكاب المعصية الأولى، ولكنه اعتبرها شريكة للرجل فيها: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} (البقرة: ٣٦)، {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)} (الأعراف: ٢٣).

إن التزام المرأة بالسكن في البيت وإدارته ليس نتيجة لعقابها من اللَّه أو امتهانها والحط من قيمتها، ولكنه في مفهوم الإسلام إعزاز وتكريم يتناسب مع طبيعتها والهدف من خلقها (١).

وهذا التعريف في حقيقة الأمر أول من يتلظى به ويتضرر هو النساء، وذلك لما فيه من الإغفال الكبير لأنواع المعاناة التي يقاسينها والوظائف الكبرى التي يقدمنها بالنظر إلى طبائعهن الفسيولوجية والبيولوجية والسيكولوجية، والمهام الاجتماعية الجبلية التي يتولينها، ثم بعد كل هذا لا تحسب لهن هذه الأعمال، ولا يعترف لهن بالفضل في القيام بها، فأين المساواة المدعاة والمزعومة؟ ! !


(١) رسالة إلى حواء المرأة في اليهودية والنصرانية والإسلام صـ ٢٠٣، ١٩٤: ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>