للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَزْنِينَ} الآية، قال: فوضعت يدها على رأسها حياء، فأعجبه ما رأى منها، فقالت عائشة: أقري أيتها المرأة فواللَّه ما بايعنا إلا على هذا قالت: فنعم إذا فبايعها بالآية (١).

٦ - {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (٢٤) وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٥)} (النساء: ٢٤: ٢٥).

فهذه الآية واضحة في الدلالة على حرمة السفاح والبغاء والزنى، لكن قال من لا يفهم معناها إن الأجر المذكور في الآية هو أجر الزنى لأن المهر في الإسلام يكون مقدمًا وهذا مؤخر فهل هذا الاستدلال صحيح؟

والجواب:

أنه لا يعرف الصحة ولا تعرفه كذلك، وهذا بيان معنى الآية:

قال أبو جعفر: فأما المحصنات، فإنهن جمع محصنة وهي التي قد منع فرجها بزوج يقال منه "أحصن الرجل امرأته فهو يحصنها إحصانًا" وحصنت هي فهي تحصن حصانة، إذا عفت وهي حاصن من النساء عفيفة كما قال العجاج:

وحاصن من حاصنات ملس ... عن الأذى وعن قراف الوقس


(١) تفسير ابن كثير ٨/ ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>