٧ - الاطلاع على محاسن أخلاقه الباطنة، فقد تزوج أم حبيبه وأبوها يعاديه، وصفية بعد قتل أبيها وعمها وزوجها، فلو لم يكن أكمل الخلق في خلقه لنفرن منه، بل الذي وقع أنه كان أحب إليهن من جميع أهلهن.
٨ - خرق العادة له في كثرة الجماع مع التقليل من المأكول والمشروب وكثرة الصيام والوصال، وقد أمر من لم يقدر على مؤن النكاح بالصوم، وأشار أن كثرته تكثر شهوته، فانخرقت هذه العادة في حقه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
٩، ١٠ - ما تقدم عن صاحب الشفاء من تحصينهن والقيام بحقوقهن. اهـ
وقد أضاف ابن العثيمين خمسة أوجه وهي:
١١ - وهو إظهار كمال عدله في معاملتهن لتتأسى به الأمة في ذلك.
١٢ - كثرة انتشار الشريعة فإن انتشارَها من عدد؛ أكثرُ من انتشارها من واحدة.
١٣ - جبر قلب من فات شرفها كما في صفيه بنت حيي وجويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق.
١٤ - تقرير الحكم الشرعي وانتشال العقيدة الفاسدة التي رسخت في قلوب الناس من منع التزوج بزوجة ابن التبني، كما في قصة زينب فإن اقتناع الناس بالفعل أبلغ من اقتناعهم بالقول، وانظر اقتناع الناس بحلق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رأسه في الحديبية ومبادرتهم بذلك حين حلق بعد أن تباطؤوا في الحلق مع أمره لهم به.
١٥ - التأليف وتقوية الصلة كما في أمر عائشة وحفصة، فإن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شد صلته بخلفائه الأربعة عن طريق المصاهرة، مع ما لبعضهم من القرابة الخاصة فتزوج ابنتي أبي بكر وعمر، وزوج بناته الثلاث بعثمان وعلي رضي اللَّه عن الجميع، فسبحان من وهب نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- هذه الحكم وأمده بما يحققها قدرًا وشرعًا، فأعطاه قوة الثلاثين رجلًا، وأحل له ما شاء من النساء يرجي من يشاء منهن، ويؤوي إليه من يشاء وهو سبحانه الحكيم العليم.
وأما عن تزوجه بالواهبة نفسها، فلا يدل على أنه تزوج من سواها لجرد الشهوة وقضاء وطر النكاح، وأما ابنة الجون فلم يعدل عن تزوجه بل دخل عليها وخلا بها،