أكثر الرجال، فقد كان كثير من علماء الصحابة -رضي اللَّه عنهم- يسألونها عن بعض الأحكام التي تشكل عليهم فتحلها لهم.
* كان الزواج من عائشة بمثابة المكافأة لأبيها على سبقه في الإسلام، وتقوية للصلة بينه وبين قائده وحبيبه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
* خطبها رسول اللَّه وهي بنت ست وقيل سبع ودخل بها وهي بنت تسع وقيل عشر.
٤. كان من عادة العرب ولا يزال إلى اليوم أن تخطب الفتاة مبكرًا ثم تتزوج خلال بضع سنين بعد أن ينضج ويكتمل بناؤها، وهذا ما كان أمر عائشة -رضي اللَّه عنها- قبل خطبتها إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقد خطبها المطعم بن عدي لابنه جبير، فلما جاءت خولة بنت حكيم لتخطبها لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال لها أبو بكر: انتظريني حتى أرجع، وقالت أم رومان (زوجه): فجلوا الموقف للخاطبة أن المطعم بن عدي كان قد ذكر عائشة على ابنه جبير، ولا واللَّه ما وعد أبو بكر شيئًا قط فأخلف، فدخل أبو بكر على المطعم وعنده امرأته أم جبير وكانت مشركة فقالت العجوز يا ابن أبي قحافة لعلنا إن زوجنا ابننا ابنتك، أن تصبئه وتدخله في دينك الذي أنت عليه؟
فلم يرد عليها أبو بكر، بل التفت إلى زوجها المطعم، فقال: ما تقول هذه؟
فأجاب: إنها تقول ذلك الذي سمعت، فخرج أبو بكر وقد شعر بارتياح لما أحله اللَّه من وعده وعاد إلى بيته، فقال لخولة: ادعي لي رسول اللَّه".
وهذا الكلام مهم جدًا لأنهم يقولون كيف يخطبها وهي صغيرة هكذا مازالت طفلة، ويبدوا مما سبق أن هذه كانت عادة عند العرب، ولا شيء فيها فقد كانت عائشة نفسها مخطوبة لجبير بن مطعم قبل أن تذكر لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما أحل اللَّه أباها من تلك الخطبة خطبها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
* ولقد خاض جهلة المستشرقين في أمر فارق السن بين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وبين عائشة -رضي اللَّه عنها-، إذ غابت عنهم خصائص تلك البيئة العربية وما شابهها قديمًا وحديثًا والتي لا تجعل فارق