السن بين الزوجين محل اعتبار، حيث إن إنجاب الذرية هدف أساسي يرجع تحقيقه في حالة الزوجة صغيرة السن ذات الخصوبة العالية التي لا تلبث أن تتضاءل كلما مرت الأيام، فلقد تزوج عبد المطلب الشيخ هالة بنت عم آمنة في اليوم الذي تزوج فيه عبد اللَّه أصغر أبنائه ترب هالة: آمنة بنت وهب، وتزوج عمر بن الخطاب بنتَ علي وهو أكبر من أبيها، وكان عمر يعرض ابنته على أبي بكر وعثمان وهما أكبر منه سنًا، وفي تاريخ الأنبياء السابقين مثل ذلك؛ بل أكثر من ذلك، فها هو إبراهيم خليل اللَّه وأبو الأنبياء يخبرنا كتبة التوراة أنه لما خرج مهاجرًا إلى أرض كنعان كان ابن خمس وسبعين سنة (تكوين ١٢: ٤)
وبعد ذلك حدثت مجاعة اضطرته أن ينحدر إلى مصر ليتغرب هناك وبعد ما حدث من فرعون مصر لسارة وما منح إبراهيم بسببها من عبيد وجواري وأنعام عاد ثانية إلى أرض كنعان (التكوين ١٢: ١٠ - ٢٠).
ولما كان لا يزال من غير ذرية بسبب عقم، فقد أخذت هذه هاجر المصرية وأعطتها لإبراهيم رجلها زوجة له فدخل على هاجر فحبلت. (تكوين ١٦: ١١٦)
وباعتبار أن هاجر قدمت لإبراهيم سارة كهدية فرعونية كانت لم تتعد العشرين ربيعًا وهي السن المقبولة لهؤلاء الفتيات نجد أن عمر إبراهيم عندما تزوج هاجر ٨٦ - ١ = ٨٥ سنة، وعمر هاجر عندما تزوجت إبراهيم ٧٥ - ٢٠ = ٥٥ سنة وبذلك يكون فارق السن ٥٥ سنة وفي حالة داود نجد أنه لما توفى كان عمره حسب (سفر صموئيل الثاني ٥: ٤) يبلغ سبعين عامًا:
"ولما شاخ الملك داود وتقدم في الأيام. . . فتشو على فتاة جميلة. . . فوجدوا أبيشنج الشونمية فجاؤا بها إلى الملك"، وهذه الفتاة ما كانت لتتعدى العشرين ربيعًا أو دون الخامسة والعشرين على أقصى الفروض وهي حاضنة لداود يداعبها وتداعبه، لقد كان فارق السن بين داود وبين آخر نسائه يتعدى ٤٥ سنة على أقل تقدير.
* وفوق هذا كله كان زواج عائشة بوحي من اللَّه تعالى، ففي الصحيحين من حديث عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت: قال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أريتك في المنام ثلاث ليال يجيء بك" أي