للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - معنى كلمة (فداء) عند النصارى:

وكلمة (فداء) قريبة في المعنى لكلمة (خلاص) ولذلك يراد بها في بعض الأحيان ما يراد بكلمة (خلاص).

في قاموس الكتاب المقدس: تشير لفظة "فداء" في العهد القديم في أغلب الأحيان إلى خلاص الجسد.

أما في العهد الجديد فتشير إلى الخلاص من الخطيئة ومن نتائجها. (١)

يقول أندرو وطسون: "يراد بالفداء كل بركات الخلاص المعلن في الكتاب المقدس للخطاة الهالكين". (٢)

وقد يراد بها أيضًا - عند النصارى - الفدية التي نال البشر بها الخلاص.

يقول القس صموئيل حبيب: "تستخدم كلمة الفداء أصلا لشخص يسترد أرضه التي وقعت في يد غيره فيشتريها لنفسه ثانية، فإذا رأي الله الإنسان قد باع نفسه للخطية وصار عبدًا لها، قدم نفسه في المسيح فداء للبشرية ثانية." (٣)

٣ - أصل عقيدة الفداء في التصور النصراني.

تبدأ هذه العقيدة - في التصور النصراني - من آدم - عليه السلام -. وهاك التفصيل:

١ - يعتقد النصارى أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على حالة الطهارة والبر والقداسة والنعمة (٤) ووضعه في جنة غرسها الله بيده" ٩ وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ" (تكوين ٢/ ٨).

٢ - وفي وسط هذه الجنة غرس الله شجرتين عجيبتين هما - كما يقول كلايد تارنر: شجرة الحياة التي جعلها الله لخلاص الإنسان من الموت لو لم يخطئ، وشجرة معرفة الخير


(١) قاموس الكتاب المقدس (٦٧٢).
(٢) شرح أصول الإيمان (٢١٠).
(٣) الخلاص في مفهومه الكتابي، صموئيل حبيب (٤٢، ٤٣).
(٤) المسيح حياة النفس، دوم كولومبا مرميون (٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>