للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشر التي جعلت لامتحان مقدار ولاء الإنسان لله. (١)

٣ - ثم بعد ذلك أوصى الله آدم بألا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر.

"عاش الإنسان (آدم) الحياة أسعد ما تكون الحياة، ولكي يحفظ له الرب هذه القامة الشامخة في السمة والترفع فإنه علمه بوصية ألا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر حتى لا يقع في المخالفة وتكون عقوبته الموت (لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ".) (تكوين ٢/ ١٧). وفي نفس الوقت أعطاه شجرة الحياة التي تثبته في مكانه من الحياة وقداسة الحق". (٢)

جاء في سفر التكوين عن هذا (١٥ وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا. ١٦ وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلًا: "مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الجْنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا، ١٧ وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ) (تكوين ٢/ ١٨: ١٥).

٤ - ولكن آدم خالف وصية الله فأكل هو وحواء من شجرة معرفة الخير والشر، في نظرهم - وحينئذ - كما يقول سفر التكوين "٧ فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ." (٣/ ٧).

٥ - ونتيجة لهذه المعصية - كما يعتقد النصارى - فقد آدم حالة الكمال الأدبي الذي خلقه الله عليها وأصبح خاضعا لناموس الفساد وسلطان الخطية. (٣)

ويقول حبيب جرجس: "وكان من نتيجة مخالفتهما لعهد الله تعالى ما يأتي:

١ - سقطا من حال القداسة وحياة النعمة وفقدا الشركة مع الله.

٢ - صارا أسيرين للخطية والموت.

٣ - طردًا من الفردوس وخضعا للبلايا كالتعب والجوع والعطش والفقر والأمراض والشيخوخة.

٤ - فقدا ميراث الحياة الأبدية واستحقا غضب الله. (٤)


(١) هذه عقائدنا (٥٤).
(٢) شجرة الحياة، راغب عبد النور (٨).
(٣) المسيحية في الإسلام، إبراهيم لوقا (١٥٨).
(٤) خلاصة الأصول الإيمانية (٢١، ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>