للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالبرص، والجذام، والعنة، . . . إلخ. (١)

إذا ثبت هذا فقد عرفت أن الطلاق بداية بيد الرجل. . . هذه واحد، وفي يد المرأة أحوال سبق ذكرها في الكلام الماضي ليظهر لك عدم التعسف ضد المرأة في هذه الشريعة لكن لماذا جعلت البداية بيد الرجل وحده؟ والجواب ما يلي:

١ - جعله الإسلام بيد الرجل مع الإرشاد والتوجيه على الوضع المناسب للرجل والمرأة في ذلك وقد سبق بيان هذا (٢).

٢ - أن القوامة في البيت بيد الرجل، ومن لوازمها أن يكون الطلاق بيد الرجل، وسبق أن ذكرنا أن القوامة لا تعني التسلط؛ إنما تعني الحفظ والرعاية والحماية من الانهيار والدمار. . . إلخ.

٣ - إذا جعل الطلاق في يد المرأة وحدها ففي ذلك فساد ذلك أن نظام الأسرة قام على المغانم والمغارم، فكل من غنم مغنمًا يجب أن يغرم مقابله مغرمًا، ويقدم شيئًا من التنازل حتى يقوم نظام الأسرة، فإذا كان الرجل وحده هو الذي يدفع من جيبه المهر كاملًا، إذًا كان الرجل وحده هو الذي يجهز بيت الزوجية تجهيزًا كاملًا فتتمتع به المرأة ويتمتع به الأولاد، وإذا كان الرجل وحده هو الذي ينفق على بيت الزوجية، وينفق على زوجته، وعلى أولاده؛ ولو كانت المرأة ثريةً جدًا فإنها لا تطالب في الإسلام أن تنفق قرشًا واحدًا على البيت؛ إنما الرجل ولو كان فقيرًا يجب عليه وجوبًا شرعيًا أن ينفق النفقة الكاملة على بيت الزوجية منذ اليوم الأول إلى أن يلقيا وجه اللَّه تعالى، فإذا كان الأمر كذلك وسلمت قضية الطلاق إلى المرأة فأي إنصاف هذا؟

فالرجل إذا أراد أن يطلق فإنه يحسب ألف حساب، فلو أنه طلق سيخسر هذا كله، وسيدفع مرة أخرى إذا أراد أن يتزوج؛ سيدفع مهرًا ويجهز بيتًا بنفقة جديدة، أما المرأة فقد


(١) مكانة المرأة بين الإسلام والقوانين العالمية (٢١١).
(٢) في الشبهة الخاصة بمشروعية الطلاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>