للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال نيكولاس: إن الأب هب مذعورًا وجوى إلى السيارة وأخرج الطفلة وتم استدعاء الأطباء والشرطة الأطباء والشرطة ولكن الطفلة كانت قد لفظت أنفاسها من شدة الحرارة.

وأضاف أن الأب والأم اعتادا توصيل ابنتهما إلى مركز رعاية الأطفال وفقًا لمواعيد عمليهما. (١)

ألا توافقونني على أنه لا يمكن للأم أن تنسى طفلتها هذه في السيارة كما نسيها أبوها؟

بل لا يمكن لأي أم أن تنسى ما قد ينساه الآباء!

هل رأيتم كيف أن نقص العقل في المرأة إنما هو لصالح العاطفة التي تمنعها من أن تنسى أطفالها؟ أو أن العاطفة تمنع العقل من أن ينسى. . . وهو العقل!

لقد كان انشغال تفكير الأب في عمله أكثر من انشغاله في طفلته التي تركها في السيارة، فنسيها، ولو كانت عاطفته أقوى. . . ما نسيها.

لقد ظل يعمل طوال النهار. . . ولم يتذكرها إلا حين اتصلت به زوجته التي ذهبت إلى مركز رعاية الأطفال لأخذ ابنتها في الساعة الخامسة مساءً. . . فلم تجدها.

كيف يكون الحال لو نقص مقدار العاطفة في المرأة. . . ليتساوى مع مقداره في الرجل. . . وزاد مقدار العقل في المرأة ليتساوى مع مقداره في الرجل أيضًا؟ !

سيخسر الأطفال المساكين كثيرًا. . .!

إذن، إذا كانت زيادة العقل في الرجل ميزة فإن زيادة العاطفة في المرأة ميزة كذلك، ولا تقل أهمية وخطورة عن ميزة الرجل.

لأن نقص العقل الذي أشار إليه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ليس نقصانًا ينتقص منها، وإلا لما كانت مكلفة مثل الرجل، وإنما هو نقصان لصالح العاطفة التي تزيد عندها لتعينها في إنجاز مهام خلقت لها. . . ولم يخلق لها الرجل، ولهذا أقول مطمئنًا: قد تنجح المرأة في القياس


(١) وكالة أنباء رويتر ٢٣/ ٢/ ١٤١٨ هـ - ٢٨/ ٦/ ١٩٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>