على شرط البخاري، وقال الذهبي في محمد بن بكير: قال أبو حاتم: صدوق، يغلط. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة.
قلت: وقد توبع محمد بن أبي حميد أيضًا، تابعه عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند، عن ابن حبان (١٢٣٢)، ولكن بلفظ: أربع من السعادة فذكر نحو الحديث وزاد عليه.
وأشار الحافظ في الفتح إلى أن الطبراني أخرج نحوه مع اختلاف يسير من حديث أسماء رضي اللَّه عنها، فالحديث بمجموع هذه الطرق يرتقي إلى الحسن، وهو خير ما يفسره قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: الشؤم في ثلاثة المرأة، والفرس، والدار واللَّه أعلم.
والذي يظهر لي من ترجمة الإمام البخاري، أنَّه خصَّ الشؤم بالمرأة التي قد تكون سببًا في فتنة زوجها، وذلك كأن يفتتن الزوج بحب زوجته فيطيعها في المعصية.
فقد تكون سببًا في دخوله النار، لذلك أعقب البخاري هذه الأحاديث بحديث: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء قال الحافظ في الفتح (٩/ ٤١):
قال الشيخ تقي الدين السبكي: في إيراد البخاري هذا الحديث عقب حديث ابن عمر، وسهل بعد ذكر الآية في الترجمة: إشارة إلى تخصيص الشؤم بمن تحصل منها العداوة والفتنة، لا كما يفهمه بعض الناس من التشاؤم بكعبها، أو أن لها تأثيرًا في ذلك، وهو شيء لا يقول به أحد من العلماء، ومن قال: إنها سبب في ذلك فهو جاهل، وقد أطلق الشارع على من ينسب المطر إلى النوء الكفر، فكيف بمن ينسب ما يقع من الشر إلى المرأة مما ليس لها فيه مدخل. اهـ
وأيًّا ما كان الأمر بالشؤم، وهو توقع الشر لا يكون خاصًا بالمرأة من حيث كونها امرأة، وإنما هو خاص ببعض النساء، وهي الزوجة السيئة الخلق، أو المرأة التي تكون سببًا في فتنة زوجها فيطيعها في المعصية، ولا شك أن هذا الشيء مشاهد ومجرب في الحياة، وعليه فالحديث ليس فيه انتقاص للمرأة كما يفهم البعض ذلك، واللَّه أعلم.