وقد بوب البخاري -رحمه اللَّه- على هذه الأحاديث بقوله: باب ما يتقى من شؤم المرأة، وقوله تعالى:{إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ}(التغابن: ١٤).
وقد علق الحافظ على تبوبيه فقال: كأنه يشير إلى اختصاص شؤم ببعض النساء دون بعض، مما دلت عليه من التبعيض. اهـ.
قال الشيخ مصطفى العدوي (١): ولعلَّ ما يفسر هذا الحديث هو حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي أخرجه أحمد (١/ ١١٦٨) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ: ثَلَاثَةٌ، وَمنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلَاثَة، مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ الْمَرْأَةُ الصَّالِحةُ، وَالْمَسْكَنُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الصَّالِحُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ: الْمَرْأَةُ السُّوءُ، وَالْمَسْكَنُ السُّوءُ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ".
وهذا الحديث من طريق محمد بن أبي حميد، وقد أطبق أهل العلم على تضعيفه، إلا أن محمدًا قد توبع عند الحاكم (٢/ ١٦٢) ولكن بلفظ: ثلاث من السعادة، وثلاث من الشقاوة، فمن السعادة: المرأة الصالحة تراها تعجبك، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطية فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق، ومن الشقاوة: المرأة تراها فتسوءك وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفًا، فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركبها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق أخرجه الحاكم من طريق أبي عبد اللَّه محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني، قال ثنا عبد اللَّه بن محمد بن زكريا الأصبهاني، ثنا محمد بن بكير الحضرمي، ثنا خالد بن عبد اللَّه أبو إسحاق الشيباني، عن أبي بكر بن حفص، عن محمد بن سعد، عن أبيه مرفوعًا، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد من خالد بن عبد اللَّه الواسطي إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، تفرد به محمد بن بُكير عن خالد، إن كان حفظه فإنه صحيح