للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (أممًا) من نعت أسباطًا. (١)

فقوله: "أممًا" إمَّا نعتٌ لـ "أسْبَاطًا"، وإما بدل منها بعد بدلٍ على قولنا: إنَّ "أسباطًا" بدلٌ من ذلك التَّمييز المقدَّر. (٢)

(قَطَّعْنَاهُمْ): صيَّرْناهم قطعًا متميزًا بعضهم عن بعض.

(اثْنَتَي عَشْرَةَ) مفعول ثان لقطع؛ فإنه متضمن معنى صير أو حال، وتأنيثه للحمل على الأمة أو القطعة، أسباطًا بدل منه ولذلك جمع، أو تمييز له على أن كل واحد من اثنتي عشرة أسباط فكأنه قيل: اثنتي عشرة قبيلة. (٣)

وقال الزجاج: المعنى: (وقطعناهم اثنتي عَشْرَةَ) فرقة (أَسْبَاطًا) فقوله: (أَسْبَاطًا) نعت لموصوف محذوف، وهو الفرقة.

وقال أبو علي الفارسي: ليس قوله: (أَسْبَاطًا) تمييزًا، ولكنه بدل من قوله: (اثنتي عَشْرَةَ). (٤)

ويجوز أن يكون تمييزًا؛ لأنه مفرد تأويلًا، فقد ذكروا أن السبط مفردًا ولد الولد، أو ولد البنت، أو الولد، أو القطعة من الشيء؛ أقوال ذكرها ابن الأثير، ثم استعمل في كل جماعة من بني إسرائيل كالقبيلة في العرب، ولعله تسمية لهم باسم أصلهم كتميم، وقد يطلق على كل قبيلة منهم أسباطًا أيضًا كما غلب الأنصار على جمع مخصوص، فهو حينئذ بمعنى: الحي والقبيلة؛ فلهذا وقع موقع المفرد في التمييز. (٥)

وأيضًا إذا أردت أن تجمع جماعات مختلفة جاز أن تفسر العشرين ونحوها بجماعة، فتكون عشرون كل واحد منهما جماعة، ومثل ذلك قولك: قد التقى الخيلان فكل واحد


(١) معاني القرآن للزجاج ٢/ ٣٨٣.
(٢) تفسير الدر المصون للسمين الحلبي ٥/ ٤٨٧، وانظر تفسير اللباب لابن عادل ٩/ ٣٤٩.
(٣) التبيان في إعراب القرآن للعكبري ١/ ٥٩٩ وانظر: تفسير البيضاوي ٣/ ٦٦.
(٤) التفسير الكبير للرازي ١٥/ ٣٨٨.
(٥) روح المعاني للآلوسي ٩/ ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>