للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهما جماعة خيل، فعلى هذا تقول: التقى عشرون خيلًا على أن كل واحد من العشرين خيل؛ قال الشاعر:

تبقلت من أول التبقل ... بين رماحي مالك ونهشل

لأن مالكًا ونهشلًا قبيلتان، وكل واحدة منهما لها رماح، فلو جمعت على هذا لقلت:

عشرون رماحًا قد التقت تريد عشرين قبيلة لكل منها رماح، ولو قلت: عشرون رُمْحًا كان لكل واحد منها رمح. (١)

ومثل آية سورة الأعراف في القرآن قولُه تعالى في سورة الكهف الآية ٢٥: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا} (الكهف: ٢٥) بدلًا من ثلاثمائة سنة في التركيب المعتاد، والمعنى: ولبثوا في كهفهم سنين ثلاثمائة، وكلاهما صحيح على ما سبق توجيهه.

وبعدُ، فهذا التعبير القرآني لم يخالف اللغة العربية التي نزل بلسانها مخاطبًا أهلها، فالإعراب على المعنى يُجيز أن يذهب تأنيثُ (اثنتي عشرة) إلى ما يُفهم من معنى الكلام؛ وهو فرقة أو أمة. . أو غيرهما، ودليل ذلك (أممًا) التي جاءت بعد ذلك، كما جاء في بيت النواح الكلابي: (وإن كلابًا هذه عشر أبطن. . .).

وأما أسباطًا؛ فإن كانت تمييزًا فهي بمعنى المفرد للدلالة على جمع مخصوص كدلالة الأنصار على قبيلة أو جماعة أو فرقة ما، أو هي وصف لتمييز محذوف؛ وإن كان هذا التمييز مفردًا فيجوز وصفه بالجمع كما في بيت عنترة: (فيها اثنتان وأربعون حلوبة. . سودًا. . .)، وقد تكون (أسباطًا) بدلًا من (اثنتي عشرة)، أو يكون هناك تقديم وتأخير والتقدير: وقطعناهم أسباطًا أممًا اثنتي عشرة.

وقريب من ذلك ما جاء في سفر العدد ٢٩/ ١٣ من كتابهم: (أربعة عشر حملًا حوليًا صحاح) بجمع صحاح على أساس أنها تابعة لأربعة عشر لا لحملًا حوليًا، وإلا لقال:


(١) العدد في اللغة لابن سيده اللغوي ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>