للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك مما تقوله العرب: التقى العسكران فقتل بعضهم بعضًا. (١)

ثالثًا: لفظة (خصم) هي مصدر (٢) يوصف به الجمع والواحد، ويدل على أنه أراد الجمع قوله: (اختصموا) فإنها قراءة الجمهور. (٣)

والوصف الذي كان في الأصل مصدرًا نحو: صوم وغور (٤).

فيجوز أن يعتبر الأصل فلا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث؛ قال اللَّه تعالى: {حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤)} (الذاريات: ٢٤)، وقال: {نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (٢١)} (ص: ٢١). (٥)

قال أبو العباس -ثعلب-: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}، قال: كان الخصمان واسطة القلادة من الفئتين يوم بدر، والخصم يكون واحدًا ويكون جمعًا. (٦) سمى المخاصم خصما، واستعمل للواحد والجمع وربما ثني. (٧)

وقد يكون الخَصم للاثنين والجمع والمُؤنث. (٨)

وقد قيل: اختصموا، وقد قال: خصمان؛ لأنهما جمعان. (٩)


(١) شرح مشكل الآثار للطحاوي ٤/ ٣٦٤؛ باب بيان مشكل ما روي عن علي -رضي اللَّه عنه- أو عن أبي ذر -رضي اللَّه عنه- مما نحيط علمًا أنه لم يأخذه إلا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(٢) ويقال: الخصم اسم شبيه بالمصدر فلذلك قال: اختصموا؛ عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعلامة بدر الدين العيني؛ كتاب التفسير سورة الحج؛ ١٩/ ٦٩.
(٣) المحرر الوجيز لابن عطية ٤/ ١١٤.
(٤) ماء غور؛ أي: غائر وذاهب في الأرض.
(٥) شرح كافية ابن الحاجب لرضي الدين ٣/ ٤٣٧.
(٦) مجالس ثعلب ١/ ٤٩.
(٧) مفردات غريب القرآن للأصفهاني ١٤٩، مادة خصم.
(٨) المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده ٥/ ٦٧.
(٩) معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣/ ٤١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>