للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلماءُ إليها سوى في العصر الحديث فقط، ألا وهي تجلط (تخثر) بروتينات النهايات العصبية في الطبقة الجلدية السفلى بفعل الحرارة الشديدة.

إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - لم يكن قارئًا ولا كاتبًا، فكيف جاء بهذه الحقيقة العلمية؟ ! كيف به يتحدث عن خصائص الأعصاب الحسية ووظائف مراكز الحس بالألم الموجود في الجلد؟ !

إنه بلا شك رسول يتلقى الوحي من اللَّه الخالق العظيم، وما تلقاه بلا شك كتابٌ عظيمٌ وهو القرآن، وحي اللَّه الذي ختم به حلقات اتصال السماء بالأرض، ولذلك أودع فيه أسرارًا لن تنتهي إلى يوم القيامة (١).

والحاصل أن هذه الآية خبر صريح عن أهل النار من الكفار، وبيان لاستمرار عذابهم فيها يوم القيامة، وأنهم يتألمون على الدوام بما فيها من العذاب ألمًا حسيًّا ومعنويًا، وقد أثبت العلم الحديث بما لا يدع مجالًا للشك أن الخلايا العصبية أو الجهاز العصبي جزءٌ من الجلد إذ هي مستبطنة فيه، وأن الجلد هو مصدر الإحساس بالألم أو طريق موصل للألم، وهذا إعجاز علمي قرآني، وبذلك يندفع التعارض بين الآية والعلم الحديث، وأن القرآن الكريم لا يخضع للتجارب؛ إنما تخضع التجارب له لأنه من عند حكيم عليم {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (الأنبياء: ٢٣)، واللَّه أعلم.

* * *


(١) إعجازات قرآنية في وظائف جلدية/ الإعجاز في جسم الإنسان (٣٣) ل - د/ كارم غنيم بتصرف، نقلًا عن موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>