للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توراتية، فقد قال بعدها "٩ لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالهُ: "إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدًا"." (يوحنا ١٨/ ٩).

٥ - وانفرد يوحنا عن بقية الإنجيليين، فذكر أن الجند لما همّوا بالقبض على يسوع، وقعوا على الأرض، يقول يوحنا: "٦ فَلَمَّا قَال لَهُمْ: "إِنِّي أَنَا هُوَ"، رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ." (يوحنا ١٨/ ٦)، ولم يذكر هذا الخبر - على أهميته - غيره، فما الذي أخاف الجنود حتى سقطوا؟

إنه خوفهم من الملائكة الذين حموا المسيح، فذاك الذي سبب لهم هذا السقوط، كما في النبوءة التوراتية: "١٠ لَا يُلَاقِيكَ شَرٌّ، وَلَا تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. ١١ لأَنَّهُ يُوصِي مَلَائِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ. ١٢ عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلَّا تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ." (المزمور ٩١/ ١٠ - ١٢).

٦ - وانفرد يوحنا فذكر ذهاب الجند بالمسيح إلى حنان - حما رئيس الكهنة قيافا -، ثم أخذه بعدها إلى قيافا الكاهن. (انظر يوحنا ١٨/ ١٢ - ١٣).

٧ - وانفرد لوقا بذكر إرسال بيلاطس المسيح إلى هيرودس حاكم الجليل (انظر لوقا ٢٣/ ٨)، مع أن هيردوس مات قبل ذلك بكثير، وذلك إبان طفولة المسيح، يقول متى: " ١٩ فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلَاكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ في حُلْمٍ لِيُوسُفَ في مِصْرَ ٢٠ قَائِلًا: "قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ". ٢١ فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. ٢٢ وَلكِنْ لمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلَاوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضًا عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيه ... " (متى ٢/ ١٩ - ٢٠).

فلو صدق متى في خبر وفاة هيرودس زمن طفولة المسيح فإن لوقا حينذاك من الكاذبين رغم تتبعه لكل شيء بتدقيق.

والذي دعاه لإحضار هيرودس من الموت - كما يرى مفسر إنجيل لوقا جورج كيرد -: أنه أراد أن يشرك ملكًا آخر مع بيلاطس، ليحقق نبوءة المزمور الثاني، وفيه: "٢ قَامَ مُلُوكُ

<<  <  ج: ص:  >  >>