وإذا كانت (النطفة) هي ماء الرجل. . فإنها عندما تختلط بماء المرأة، توصف بأنها (أمشاج) -أي مختلطة- كما جاء في قوله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (٢)} (الإنسان: ٢).
وكذلك وصفت (النطفة) -أي: ماء الرجل- بأنه (دافق) لتدفقه واندفاعه. . كما جاء في الآية الكريمة: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} (الطارق ٥: ٧).
هكذا عبر القرآن الكريم عن مراحل الخلق. . خلق الإنسان الأول. . وخلق سلالات وزريات هذا الإنسان. . وهكذا قامت مراحل الخلق، ومصطلحات هذه المراحل شواهد على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم عندما جاء العلم الحديث ليصدق على هذه المراحل ومصطلحاتها؛ حتى لقد انبهر بذلك علماء عظام فاهتدوا إلى الإسلام (١).
فكيف يجوز -بعد ذلك ومعه- أن يتحدث إنسان عن وجود تناقضات بين هذه المصطلحات. . لقد صدق اللَّه العظيم إذ يقول: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ
(١) ومن هؤلاء موريس بوكاي صاحب كتاب (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث).