أنه من القاهرة، بمعنى أنه يسكن في حي منها، بل في شارع، بل في منزل واحد.
لهذا قالت (الآية ١٢) من سورة المؤمنون: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} أي من مواد تتسلل من الطين فهي محتواة فيه، التسلل هو الحركة الخفيفة، واللص المتسلل هو الذي يتحرك فلا يراه أحد؛ صيغة "فعالة" تدل على الشيء يفعل فيه فعل ما، فالسلالة ما يسل ويخرج في خفاء، والسلالة ما يسلت من شيء آخر ويفصل عنه (١).
والخلاصة هي ما يستخلصه وينقي مما يختلط به الطين الذي تتكون حبيباته من سيلكات الألومونيوم فيه مسافات تكون (٥٠%) من حجمه، وتحتوي ما يمكن أن يحرك ويستخلص، وهو "السلالة" التي عرفنا بالوسائل العلمية أنها ماء ذابت فيه غازات وأيونات وجزيئات صغيرة من أصل عضوي وبعض الأملاح.
٢ - ولأهمية المسافات البينية والمسام الموجودة في الطين وصف القرآن هذا الطين {صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} وذلك في الآية ١٤ من سورة الرحمن.
من ذا الذي لا يعرف أن الإناء الفخاري يتسلل الماء من داخله إلى خارجه فيبخر ليبرد الإناء وما فيه؟ ! ! !
وإذا كان الماء محتويًا على ملح أو سكر مذاب ترسبت بعض بلوراته على السطح الخارجي بعد تسللها من داخله، وقيل حينئذ: إن الإناء نضح بما فيه، وفي الأمثال "كل إناء بما فيه ينضح".
"الصلصلة" هي الرنينن، وهي ترجيع الشيء للصوت إذا نقرت عليه أو قرعته كصلصلة الجرس. "الفخار" الجاف يصلصل لوجود الهواء في مسافاته البينية، بينما لا تسمع صلصلة إذا نقرت على قطعة من الجرانيت الذي تكون سليكات الألمونيوم (٦٠%) منه، وذلك لتراكم حبيباته والتصاقها بغير مسافات بينية، كذلك لا تصلصل قطعة من حجر الإردواز وهو صخر متحول من سليكات الألومنيوم الخالصة فقد قَلَّتْ مسافاته البينية بالحرارة والضغط.