بالمرض كمجموعة مقارنة، وفي دراسةٍ حديثةٍ منشورةٍ في مجلة السكري في (يناير ١٩٩٨ م) استخلص الباحثون أن البروتين الموجود في لبن الأبقار يعتبر عاملًا مستقلًا في إصابة بعض الأطفال بمرض السكري بغضِّ النظر عن الاستعداد الوراثي، وفي دراسةٍ حديثةٍ منشورةٍ في (فبراير ١٩٩٨ م) في جريدة المناعة أشار المؤلفون إلى أن تناول لبن البقر وبعض الألبان الصناعية كبديلٍ للبن الأم يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بمرض السكّري في هؤلاء الأطفال، وقد أُجرِيَت هذه الدراسة على أطفالٍ صغار السن حتى الشهر التاسع من العمر؟ ولهذا نصح المؤلفون بإطالة مدة الرضاعة الطبيعية، وفي دراسةٍ مشابهةٍ منشورةٍ في مجلة السكري يناير ١٩٩٤ م أوضح الباحثون وجودَ ارتباطٍ قوي بين تناول منتجات الألبان الصناعية (خاصة لبن الأبقار) في السن المبكر حتى العام الأول من العمر وازدياد نسبة الإصابة بمرض السكري وفي دراسة أُجرِيَت بقسم الباطنة (سنة ١٩٩٥ م) تحت إشرافي وجدنا أن الأجسام المناعية المضادة للبن الأبقار وجدت في مصل الأطفال الذين تناولوا لبن الأبقار حتى نهاية العام الثاني، أما الأطفال الذين تناولوا لبن الأبقار بعد عامين من العمر فلم يتضح فيهم وجود هذه الأجسام المناعية؛ مما يُظهِر جليًا حكمة تحديد القرآن الكريم للرضاعة بعامين كاملين.
لكن لماذا يسبب لبن الأبقار هذا الضرر قبل العام الثاني، بينما يزول الأثر السيئ للبن الأبقار بعد هذه المدة؟
في دراسةٍ أُجرِيَتْ بفنلندا (عام ١٩٩٤ م) منشورةٍ في مجلة المناعة الذاتية يقول المؤلفون: إن بروتين لبن الأبقار يمر بحالته الطبيعية من الغشاء المبطن للجهاز الهضمي نتيجة عدم اكتمال نمو هذا الغشاء من خلال ممراتٍ موجودةٍ فيه؛ حيث إن إنزيمات الجهاز الهضمي لا تستطيع تكسير البروتين إلى أحماضٍ أمينيةٍ؛ ولذلك يدخل بروتين لبن الأبقار كبروتين مركبٍ مما يحفز على تكوين أجسام مناعية داخل جسم الطفل، وتشير المراجع الحديثة إلى أن الإنزيمات والغشاء المبطن للجهاز الهضمي وحركية هذا الجهاز وديناميكية الهضم