جاءت نتيجة انفجار كوني ضخم هو إشارة القرآن إلى أن الكون في توسع مستمر؛ والتوسع لا يتأتى إلا إذا بدأ الكون من جرم رأسه واستخدمه من بني البشر، لقد تمكن علماء الفيزياء من وضع نظرية جديدة معدلة لنظرية (الانفجار العظيم) أطلق عليها اسم نظرية (الكون المنتفخ)؛ وذلك بسبب فشل النظرية الأولى في تفسير بعض الظواهر الفيزيائية في لحظات الانفجار الأولى، إلا أنهما تتفقان في تفسير الأحداث الكونية فيما بعد ذلك، فعندما قام العلماء بإعادة حل المعادلات الفيزيائية التي حكمت تفاعلات مادةِ وقوى الكون في اللحظات الأولى لنشوئه، وبالتحديد في الثانية الأولى اكتشفوا حقائق عجيبة تدعم الصورة التي رسمتها الكتب السماوية -وخاصة القرآن الكريم- عن تركيب هذا الكون، وملخص هذه النظرية أنه في خلال الثانية الأولى من الانفجار العظيم ونتيجة لحدوث ظاهرة فيزيائية غريبة يطلق عليها اسم (التأثير النفقي) بدأ الكون بالتمدد بمعدلات أكبر بكثير من المعدلات التي نصت عليها نظرية الانفجار العظيم، وقد نتج عن هذا التمدد المفاجئ للكون في لحظاته الأولى ظهور عدة مناطق مادية على شكل فقاعات متلاحقة يفصل بينها حواجز قوية، وشكلت كل فقاعة من هذه الفقاعات كونًا خاصا بها، وتؤكد النظرية بالنص على أن هذا الكون العظيم المترامي الأطراف الذي نشاهده -أو ما يسمى بالكون المشاهد- لا يشكل إلا جزءًا يسيرًا من هذه الأكوان التي لم تستطع النظرية تحديد عددها.
٢ - قوله تعالى {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}، وهذا بالضبط ما قد أجمعت عليه جميع الكتب السماوية من وجود أكوان أخرى غير الكون الذي نراه بأعيننا أو تصل إليه مراصدنا، وقد أطلقت الكتب السماوية على هذه الأكوان اسم السموات السبع كما جاء ذلك في قوله تعالى:{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}.