بالنسبة للَّه خالق الزمان والمكان إلا أنها بالنسبة للبشر لم تنته بعد بل لازلنا نعيش في اللحظات الأخيرة من هذه الأيام، وهذا يعني أن الأيام الستة التي خلق اللَّه خلالها جميع موجودات هذا الكون تمثل العمر الكلي للكون منذ أن خلقه اللَّه من الدخان وإلى أن يطويه اللَّه كطي السجل للكتب ويعيد جميع مادته إلى النقطة التي بدأت منها، وليس من الصعب على القارئ أن يستوعب هذا الأمر إذا ما علم أن مكونات الكون قد تم خلقها على مدى هذه الأيام الستة، فالإنسان الحديث قد تم خلقه قبل ما يقرب من عشرين ألف سنة حسب تقديرات العلماء، وهي تمثل آخر ساعة من ساعات اليوم السادس من أيام الخلق الستة، فمن السهل أن نستنج من هذا أننا لا زلنا نعيش ضمن هذه الأيام الستة.
ويمكننا الآن أن نستعين بالمعلومات الواردة في الآية القرآنية المتعلقة بخلق الكون وبعض التقديرات الدقيقة لبعض الأحداث التي مر بها الكون للحصول على رقم تقريبي لعمر هذا الكون، فقد حددت هذه الآية أن الجبال قد بدأت بالتكون في بداية الأيام الأربعة الأخيرة من أيام الخلق الستة، ولو تمكنا من معرفة عمر أقدم جبال الأرض تكونًا فمن السهل علينا حساب عمر الكون، وهذا على افتراض أننا نعيش في اللحظات الأخيرة من أيام الخلق الستة كما أكدت على ذلك كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، لقد استخدم العلماء طرقًا مختلفة لتقدير عمر الأرض وما عليها من جبال وما فيها من متحجرات؛ وذلك لدراسة تطور الحياة عليها من خلال تحديد أعمار العينات التي يدرسونها، إن أكثر الطرق دقةً في تحديد أعمار الجبال هي تلك التي تعتمد على التحلل الإشعاعي لبعض العناصر المشعة كاليورانيوم، والثوريوم، والبوتاسيوم، فمن خلال قياس نسبة الرصاص إلى اليورانيوم في عينة مأخوذة من جبل ما وبمعرفة العمر النصفي لليورانيوم يمكن تحديد عمر هذه العينة وبالتالي زمن تكون هذا الجبل، لقد وجد العلماء أن عمر أقدم جبال الأرض والموجود في الدرع الكندي يبلغ أربعة بلايين سنة تقريبًا، وبما أن هذه المدة تساوي أربعة أيام من أيام الخلق الستة فإن طول كل يوم من أيام الخلق