للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبرح الأرض تحته والسماء فوقه، فالسماء التي يشهدها الحس تحت الأرض هي فوق الأرض لا تحتها؛ لأن السماء فوق الأرض بالذات (١).

٧ - قال القلقشندي: كرة الأرض يقسمها خط في وسط بنصفين: نصف جنوبي، ونصف شمالي، ويسمى هذا الخط الاستواء لاستواء الليل والنهار عنده في جميع فصول السنة، ويقاطعه خط آخر يقسمها بنصفين: نصفٍ شرقي ونصفٍ غربي، وتصير الأرض به أربعة أرباع (٢).

٨ - وقال الغزالي: عرف العقلُ -ببراهين لم يقدر الحس على المنازعة فيها- أن قرص الشمس أكبر من كرة الأرض بأضعاف مضاعفة (٣).

وقال أيضًا: إن الواقفين على نقطتين متقابلتين من كرة الأرض تتقابل أخمص أقدامهما، ونحن بالضرورة نعلم ذلك (٤).

٩ - تعليل سبب عدم رؤية الأجسام من بعيد بكروية الأرض عند ابن النفيس:

قال ابن النفيس: هذا يتم سواء كانت العين مرتفعة أو منخفضة، ولكن العين المرتفعة ترى أكثر مما إذا كانت غير مرتفعة؛ وسبب ذلك ليس زيادة قوتها أو زيادة إدراكها، بل إن تشكُّل الأرض كرة، فالبعيد جدًا ما هو على ظاهر الأرض يَنْسَتِرُ عن الرؤية بحدبة الأرض (٥).

١٠ - الرازي يبين أن خسوف القمر دليل على كروية الأرض.

قال الرازي: إذا حصل خسوف قمري فإذا سألنا سكان أقصى المشرق عن ابتدائه؟ قالوا: إنه حصل في أول الليل، وإذا سألنا سكان أقصى المغرب؟ قالوا: إنه حصل في آخر الليل. فعلمنا أن أول الليل في أقصى المشرق هو بعينه آخر الليل في أقصى المغرب؛ وذلك


(١) مختصر العلو (ص ٧٣).
(٢) صبح الأعشى (١/ ٤٠٨).
(٣) معيار العلم (ص ٢).
(٤) معيار العلم (ص ٥١).
(٥) شرح كتاب تشريح قانون ابن سينا (ص ١١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>