عند سكان القطبين الشمالي والجنوبي، أو بسبب الأمور الكونية الغير عادية كما هو الحال في فترة وجود المسيح الدجال في آخر الزمان، أو بسبب أن الإنسان كان حبيسًا في مكان مظلم لا يعلم عن المواقيت شيئًا.
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين: أما المكان الذي لا يتخلله الليل والنهار في أربع وعشرون ساعة فلا يخلو؛ إما أن يكون ذلك مطردًا في سائر العام، أو في أيام قليلة منه، فإن كان في أيام قليلة منه مثل أن يكون المكان يتخلله الليل والنهار في أربع عشرون ساعة طيلة فصول السنة؛ لكن في بعض الفصول يكون فيه أربعٌ وعشرون ساعة أو أكثر والنهار كذلك، ففي هذه الحالة إما أن يكون في الأفق ظاهرة حية يمكن بها تحديد الوقت كابتداء زيادة النور مثلًا أو انطماسه بالكلية فيعلق الحكم بتلك الظاهرة، وإما أن لا يكون فيه ذلك فتقدر أوقات الصلاة بقدرها في آخر يوم قبل استمرار الليل في الأربع والعشرين ساعة أو النهار، فإذا قدرنا أن الليل كان قبل أن يستمر عشرين ساعة، والنهار فيما بقي من الأربع والعشرين؛ جعلنا الليل المستمر عشرين ساعة فقط والباقي نهارًا واتبعنا فيه ما سبق في تحدي أوقات الصلوات، أما إذا كان المكان لا يتخلله الليل والنهار في أربع وعشرين ساعة طيلة العام في الفصول كلها فإنه يحدد لأوقات الصلاة بقدرها؛ لما رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان -رضي اللَّه عنه- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ذكر الدجال الذي يكون في آخر
(١) رواه مسلم (٧٥٦٠) في الفتن وأشراط الساعة، باب ذِكْرِ الدَّجَّالِ وَصِفَتِهِ وَمَا مَعَهُ.