فيه، حتى يؤثر في العالم الخارجي، فإذا حلَّ في كلب مثلًا، كانت قوته مقيدة بما حلَّ فيه.
ففي المعارف الكتابية: فإبليس محدود لا يوجد في كل مكان، ولكنه عن طريق أتباعه الكثيرين يمارس تأثيره في كل العالم.
فإذا وصف الكتاب المقدس الشيطان بأنه روح شريرة؛ فلا يعني ذلك بأنه روح مجردة:
١ - لأن الجسد هو منقاد بالروح، فإذا كانت الروح خبيثة فإنها تهلك ويهلك الجسد بهلاكها، فهو تابع لها.
٢ - أو أنه أطلق الجزء وأراد الكل.
وفي المعارف الكتابية: ويوصف إبليس بأنه (رئيس هذا العالم)(يو ١٢: ٣١)، والعالم الذي يحكمه هو النظام العالمي الراهن القائم على مباديء إبليس وأساليبه وأهدافه (٢ كو ٤: ٣ و ٤، أف ٢: ٢، كوا: ١٣، ١ يو ٢: ١٥ - ١٧).
فجشع الأمم، وأطماعها الأنانية، والأساليب الدبلوماسية الماكرة في عالم السياسة، والبغضاء المرة، والمنافسة المريرة في عالم التجارة، والقيم الشريرة في المجتمع البشري؛ كل هذه من عمل الشيطان، (الروح الذي يعمل في أبناء المعصية)(أف ٢: ٢). وعبارة:(العالم كله وضع في الشرير)(١ يو ٥: ١٩) تعني: أن عالم البشر غير المتجددين، موضوع في قبضة إبليس ومستسلم تمامًا لسلطانه، وقد حصل إبليس على سلطانه على الجنس البشري بالدهاء.
والاغتصاب، فبتحريضه الإنسان على الخطية -التي قصاصها الموت- حصل إبليس على (سلطان الموت)، ويستخدم الرهبة من الموت وسيلة للاحتفاظ بالناس تحت سيادته (عب ٢: ١٤ و ١٥). وعبارة أنه:(كان قتَّالًا للناس من البدء)(يو ٨: ٤٤) لا تعني أنه يستطيع أن يقتل حسبما يشاء، بل تعني أنه بسبب سقوط آدم وحواء، جلب الموت على الجنس البشري، وقد كسر المسيح بموته قوة الشيطان وأنقذ أسرى الشيطان (انظر رؤ ١: ١٨، ١٢: ٢٩).
وفي التجربة في البرية استعرض إبليس أمام يسوع كل ممالك العالم؛ مؤكدًا بذلك أنها كلها قد دفعت ليده، وأن في إمكانه أن يعطيها لمن يشاء (لو ٤: ٥ و ٦). والجدير بالملاحظة