للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسر بعض الأقدمين هذه الآية على أنها تشير إلى الحركة التي تقع على الجبال يوم القيامة، بينما فسرها آخرون بأنها تتحرك الآن لكننا لا ندرك حركتها لضخامتها، حاليًا يمكننا تفسير الآية المذكورة على أنها تشير إلى الحركات التي تقوم بها الأرض حول نفسها وحول الشمس (١).

٢ - فإن قول قول ابن قتيبة والزجاج لتفسير الآية فيه توضيح الإعجاز في خلق بنان الإنسان.

يقول النيسابوري:

وإنما خص البنان؛ وهو الأنملة وجمعها (أنامل) بالذكر؛ لأنه آخر ما يتم به خلقه فذكره يدل على إتمام الإصبع وتمام الإصبع يدل على سائر الأعضاء التي هي أطرافها (٢).

٣ - وقد اختص اللَّه البنان بالتصريح والتوضيح لما فيه من صورة الخلق معجزة، لم يتوصل العلم الحديث إلى معرفة تفاصيلها إلا في القرن التاسع عشر، وقد كانت هذه الآية المعجزة سببًا في إسلام بعض العلماء بعد أن تأكدوا ما تحويه هذه الآية (الأنامل) من خصائص ومميزات، فالبنان (أو الأنملة) هو أطراف الأصابع وتدعمه عظمة صغيرة من العظام الغضروفية ولها شكل خاص، وهى الهيكل الأساسي للبنان، حيث يغطيها جلد خارجي تظهر فيه التضاريس أو الأخاديد التي تميز بخطوط معينة تسمى البصمة، وتترك هذه الخطوط والأخاديد في الإصبع آثارًا عند لمس أي شيء خصوصًا الأشياء الملساء.

٤ - والعلم الحديث يعلم ما فيها من خطوط البصمات التي لا يتشابه بها اثنان في العالم كله، حيث إنها تختلف من شخص لآخر لدرجة أنها لا تتشابه حتى في الإخوة التوائم، هذا بالرغم تشابه التوائم في كثير من الصفات والخصائص، لكنها تختلف في بصمات الأصابع.

لقد كانت البصمة ولا تزال سرًا من أسرار عظمة اللَّه -عزَّ وجلَّ- في خلقه، والبصمة هي تلك العلامة التي خلقها اللَّه في الإنسان والتي تميز كل إنسان عن غيره بما تحيط بها من خطوط تأخذ أشكالًا مختلفة على جلد أطراف الأصابع، وتبدأ البصمة في التكوين منذ الأسبوع


(١) www.akeem.net
(٢) (غرائب القرآن ٧/ ٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>