السادس للحمل، وتنتهي تسويتها في الأسبوع التاسع عشر بطريقة لم يطلع العلماء على سرها حتى الآن برغم التقدم العلمي، وبالتالي فهي من أدق عمليات التخلق الجنيني، وهذه البصمة تبقى طوال حياة الإنسان حتى مماته لا تتغير ولا تتبدل، ومهما حاول الإنسان تغير هذه البصمة بإزالة الجلد أو كشطه، فإن هذه الطبقة تنمو مرة أخرى، وتتشكل بنفس الشكل الذي كانت عليه من قبل.
وعن طريق البنان اكتشف علم جديد؛ هو علم تحقيق الشخصية في عصرنا الحالي، ولم يكن معروفًا في العصور السابقة مطلقًا، وهو أدق وأبدع شيء خلقه اللَّه في بناء جسم الإنسان تسوية البنان، بحيث إنه لا يمكن أن نجد بنانًا لأحد يشبه بنان آخر بحال من الأحوال، وعن طريق هذا البنان اكتشفوا كثيرًا من القضايا والحوادث الجنائية.
قدرة اللَّه في خلقه وصلت إلى مرحلة خلق الإنسان بأحسن تقويم، وهو وجه الإنسان وصوته، لقد خلق اللَّه ملايين البشر واستطاع في هذه المساحة الصغيرة التي هي الوجه أن يتميز به كل إنسان.
٥ - وقد اهتم بدراسة البصمات الباحث الالماني ج. س. مايو عام ١٨٥٦ عندما أعلن أن الخطوط البارزة في بنان الإنسان تبقى ثابتة لا تتغير ولا تتبدل منذ ولادته حتى وفاته، وكان الاستخدام العلمي للبصمات تم عام ١٨٥٢ م بواسطة الحاكم الإنجليزي (وليم هرتشل) عندما أمر بأن يطبع أشكال أكفهم في نهاية العقود حتى يضمن عدم إنكار أطراف التعاقد في المقاضاة. إلا أنه لم يكن تعريف البصمات معتبرًا حتى عام ١٨٨٠ عندما قامت المجلة العلمية (الطبيعة) بنشر مقالات لهنري فولدز، ووليم هوشل يشرحان فيها وحدانية وثبوت البصمات، ثم أثبتت ملاحظتهم على يد العالم الإنكليزي فرانسيس غالتون وجاء نظامه خدمة لمن جاء بعده من العلماء، إذ كان الأساس الذي ينبني عليه نظام تصنيف البصمات الذي طوره إدوارد هنري، وقد قام العالم غالتون عام ١٨٨٦ م بتقسيم البصمات إلى أربعة أنواع وأصدرها في كتابه (بصمات الأصابع) الذي يعتبر مرجعًا أساسيًا