لذا حق للمحققين أن يروا ما ورد في إشعيا نصًّا حُور لفظًا ومعنىً لينطبق على المسيح، ودليل ذلك أن المسيح لم يخبر أن ما جاء في إشعيا نبوءة عنه المسيح، فالمسيح لم يشر إلى هذه النبوءة من قريب أو بعيد.
والمسلمون لا يرون في هذا النص أي نبوءة عن المسيح، ويستغربون ويستنكرون ربط النصارى بين نص إشعيا وقصة الصلب في الأناجيل، فنص إشعيا يتحدث وفي أكثر من موضع عن عبد، فيما يقول النصارى بألوهية المسيح، فكيف يجمعون بين عبوديته لله وألوهيته في وقت واحد.
وهذا العبد قبيح في منظره، مخذول محتقر لا يعتد به، فهو ليس المسيح على أي حال" ١٣ هُوَذَا عَبْدِي ... كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَدًا أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ، وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ ... لَا صُورَةَ لَهُ وَلَا جَمَال فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلَا مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ. ٣ مُحتقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحتقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ." (إشعياء ٥٢/ ١٣، ٥٣/ ١)، أفهذه صورة المسيح عندهم؟ .
والنص أيضًا يتحدث عن الذي "وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ." (إشعياء ٥٣/ ٧)، بينما المسيح تكلم مرارًا وتكرارًا، فقد تكلم طويلًا في البستان، وهو يناجي، طالبًا من الله أن يعبر عنه هذه الكأس ... ثم نطق فقال لبيلاطس أثناء محاكمته: "أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لهِذَا قَدْ وُلدْتُ أَنَا، وَلهِذَا قَدْ