وكان قد قال له قبل:" "مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لَا أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا"."(يوحنا ١٨/ ٣٦).
كما تكلم في المحاكمة لما لطمه أحد الخدم فأجابه المسيح:": "إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟ ""(يوحنا ١٨/ ٢٢).
فإن أصر النصارى بعد ذلك على أن النبوءة تنطبق على المسيح، فقد قالوا إذًا بأن المسيح تكلم وهو مغلق الفم! ! !
كما يذكر نص إشعيا شجاعة وتماسكًا لا تتناسب وصراخ المصلوب، وجزعه، وقنوطه، فالمصلوب لم يظهر كشاة أمام جازيها صامتة، "وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ"، بل كان يصرخ على الصليب:"إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا ترَكْتَنِي؟ "(متى ٢٧/ ٤٦).
والنص متحدث عن صاحب نسل وولد، فيقول:"يَرَى نَسْلًا تَطُولُ أَيَّامُهُ"(إشعياء ٥٣/ ١٠)، وقد سُرّ الرب بعذابه وبالعاهات التي تصيبه "١٠ أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالحزَنِ."، والنص في النسخة الكاثوليكية يفسر الحزن بالعاهات، فيقول:"والرب رضي أن يسحقه بالعاهات"، وفي نسخة الرهبانية اليسوعية:"والرب رضي أن يسحق ذاك الذي أمرضه"، فهل يُسَرُّ الله لأحزان عبده البار، المسيح عليه السلام، وهل كان المسيح مصابًا بعاهة من العاهات أو مرض من الأمراض؟
ويرى الأستاذ محمد الأفندي (١) أن لا علاقة بين هذا الإصحاح في إشعيا، وبين حادثة الصلب، فالإصحاح يتحدث عن قصة بني إسرائيل، وذلهم في بابل بسبب معاصيهم ومعاصي سلفهم، فحاق بهم عقوبة الله التي عمّت صالحيهم وفجارهم، ثم أنعم الله عليهم بالعود من بابل مرة أخرى إلى فلسطين، وهذا المعنى هو ما كان يتحدث عنه السياق التوراتي في سفر إشعيا.