للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - أن قدماء النصارى كُثر منهم ينكرون صلب المسيح، وقد ذكر المؤرخون النصارى أسماء فرق مسيحية كثيرة أنكرت الصلب.

وهذه الفرق هي: الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية والبولسية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون.

وبعض هذه الفرق قريبة العهد بالمسيح، إذ يرجع بعضها للقرن الميلادي الأول ففي كتابه "الهرطقات مع دحضها "ذكر القديس الفونسو ماريا دي ليكوري أن من بدع القرن الأول قول فلوري: "إن المسيح قوة غير هيولية، وكان يتشكل ما شاء من الهيئات، ولذا لما أراد اليهود صلبه؛ أخذ صورة سمعان القروي، وأعطاه صورته، فصلب سمعان، بينما كان يسوع يسخر باليهود، ثم عاد غير منظور، وصعد إلى السماء."

ويبدو أن هذا القول استمر في القرن الثاني، حيث يقول المفسر جون فنتون شارح متى: "إن إحدى الطوائف الغنوطسية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القيرواني قد صلب بدلًا من يسوع". (١)

فمن ذلك يتبين أنه في الفترة التي أعقبت رفع المسيح حتى كتابة الأناجيل قد وجد بين قدامى المسيحيين جماعات تنكر صلب المسيح وتؤمن بأن شخصا آخر قد صلب بدلا منه. (٢)

٢ - كذلك وجدت جماعات أخرى تقول بأنه لم يمت على الصليب وإنما أنزل حيا، وهذا ما قاله الفيلسوف الألماني "فنتيوريني" في بداية القرن التاسع عشر حيث خلص من دراسة لما قيل عن الصلب والدفن إلى أن "يسوع قد أغمي عليه فقط، ثم أفاق فيما بعد نتيجة لبرودة القبر المنحوت في الصخرة". (٣)


(١) شرح إنجيل متَّى لجون فنتون (ص ٤٤٠).
(٢) انظر: المسيح في مصادر العقائد المسيحية، أحمد عبد الوهاب (٢٧٣، ٢٧٤)، وانظر تاريخ الفكر المسيحي، الدكتور القس حنا جرجس الخضري (١/ ٢٠٧)، وقاموس الكتاب المقدس (١١١٢).
(٣) المسيح في مصادر العقائد المسيحية (٢٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>