للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - كما تناقل علماء النصارى ومحققوهم إنكار صلب المسيح في كتبهم، وأهم من قال بذلك الحواري برنابا في إنجيله.

ويقول ارنست دي بوش الألماني في كتابه "الإسلام: أي النصرانية الحقة" ما معناه: إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس، ومن شابهه من الذين لم يروا المسيح، لا في أصول النصرانية الأصلية.

ويقول ملمن في كتابه "تاريخ الديانة النصرانية": "إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس، وإسدال ثوب الظلام، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف، وصدّقهم القرآن". (١)

٥ - وأخيرًا نذكر بما ذكرته دائرة المعارف البريطانية في موضوع روايات الصلب حيث جعلتها أوضح مثال للتزوير في الأناجيل.

ومن المنكرين أيضًا هيام ماكبي في كتاب "الدم المقدس، وكأس المسيح المقدس" وفيه أن السيد المسيح لم يصلب، وأنه غادر فلسطين، وتزوج مريم المجدلية، وأنهما أنجبا أولادًا، وأنه قد عثر على قبره في جنوب فرنسا، وأن أولاده سيرثون أوربا، ويصبحون ملوكًا عليها.

وذكر أيضًا أن المصلوب هو الخائن يهوذا الأسخريوطي، الذي صلب بدلًا من المسيح المرفوع. (٢)

وأما الطائفة التي يسميها القس الخضري بالرومانسيين (القرن التاسع عشر) فقد ذكروا أن المسيح "أنزل من على الصليب فاقد الوعي، وعالجه أطباء أسينيون إلى أن استرد قوته وظهر لتلاميذه الذين اعتقدوا أنه مات". (٣)

وهكذا فإن التاريخ أيضًا ناطق بالحقيقة، مُثبت لما ذكره القرآن عن نجاة المسيح


(١) انظر: الفارق بين المخلوق والخالق، عبد الرحمن باجي (٣٦٦)، قصص الأنبياء، عبد الوهاب النجار (٥٠٣).
(٢) انظر: دراسة تحليلية نقدية لإنجيل مرقس، محمد عبد الحليم أبو السعد، (٥٣٠ - ٥٣١).
(٣) تاريخ الفكر المسيحي، الدكتور القس حنا جرجس الخضري (١/ ١٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>